Pages

12.5.12

هل أخطأ د.علاء الأسواني؟



أعترف بأنى لست في ثقافة الدكتور علاء الأسواني, كما أنني لست في شهرته و نجوميته. كذلك لا أملك قدرته الرائعة على التأثير على القراء. بل و أعترف أن هذا الرجل وقف بجانبي يوماً حين تحدث عنى لجريدة فرنسية مبشراً و مستبشراً بي. و أعترف أنى أكن لهُ كل التقدير و الاحترام, لكنك حين تقدر شخصاً يعز عليك أن تقرأ هذا الكم الهائل من النقد على ما كتبه. كما يصعب عليك كتم رأيك لأن هذا حق.

حين كتب د. علاء الأسواني مقالته المثيرة للجدل"من يستقبل البابا شنودة؟"  في وداع البابا شنودة الثالث, فكر أن يقدم التعازي بطريقة تليق به كمبدع و روائي عالمي. أستخدم عنوان مقاله ملفت و يشجع على القراءة, لكنه فاجئ القارئ بسيناريو صعود البابا للسماء و تفاصيل لقاءه بشهداء ثورتنا. فهل أخطئ د. الأسواني؟  سؤال ربما فكر فيه الكثيرين و أنا منهم, فالمبدع عادة يفكر دائماً في طرح وجهة نظره بطريقة مختلفة عن أي شخص عادى و هنا تكمن المشكلة.

في الأدب يمكن للكاتب أن يقولب وجهة نظرة بأي شكل إبداعي يروق له و يصيغه بالشكل الذي يرضيه و عادة ما يلقى العمل الإبداعي المختلف دعم المثقفين و القراء. لكن كاتب المقال و خاصة من هو في مثل شهرة د. علاء, عادة يفكر في العدد الهائل من القراء و الاختلاف الثقافي, الإجتماعى, و العمرى بينهم. و الكاتب المميز هو من يستطيع حل تلك المعضلة بحيث يطرح وجهة نظره بطريقة تسمح للجميع قراءتها.أما أن يخرج علينا الروائي العالمي بسيناريو إبداعي في مساحة مخصصة للرأي فهو أمر غريب, و الأغرب أن يتجاوز خطوط حمراء كثيرة فيما يخص العقيدة, و الأشد غرابة أن يقوم بتسيس مقاله دون مبرر واضح.

و السؤال كيف فكر د. علاء أن يكتب ما يعلم أنه سيثير ضده الكثيرين بتدخله الصريح في أمر لا يخصه و لا يخص القراء. كيف سمح لقلمه بأن يشطح في سماء الإبداع و يتدخل في أمور غيبية لا يعلمها إلا الله. كيف تمكن من إصدار صكوك لدخول الجنة أو جهنم, ومن أدخله الله في زمرة الشهداء و من لم يكتب لهم نيل شرف الشهادة. و السؤال الأهم على أي أساس صنف الكاتب البابا شنودة على أنه سيكون في زمرة الشهداء؟ فالرجل مات في سريرة بينما مات الشهداء برصاص الغدر, فهل أراد د. علاء أن ينافق المواطنين المسيحيين خاصة عندما وضع على لسان البابا شنودة مبررات لمواقفه-المتخاذلة أحياناً- تجاه الأحداث التي تمر بها مصر. و لماذا أدخل فكرة أن الإخوان عقدوا صفقة مع المجلس العسكري – وهو الاعتقاد الذي أؤمن به و يؤمن به الكثيرين من أبناء هذا الوطن- لكنه جاء خارجاً عن السياق.

دكتور علاء لقد خذلتني و الكثير من محبين قلمك بهذه المقالة, فعهدنا بك الجرأة في الحق فقط.


* مقالى بمجلة التحكيم الدولى عدد إبريل 2012