Pages

18.10.12

لهذا أسلم فيلكس | جريدة البداية


لم يكن انتشار خبر إسلام "فيلكس" صاحب أعظم قفزة في تاريخ البشرية صادماً و لا غريباً بالنسبة لي, حتى حين قرأت القصة- المكتوبة من دون إبداع حقيقي- أن الرجل أسلم بعدما رأى نور الكعبة المشرفة و سمع صوت الأذان أثناء قفزته من الفضاء. أنها نفس القصة التي تداولتها من قبل عدة موقع و منتديات إسلامية عن رجل الفضاء الراحل "نيل أرمسترونج".

إسلام "فينكس" لم يكن أغرب من انتشار نبأ إسلام مؤسس الشيوعية العالمية الألماني "كارل ماركس" منذ فترة قصيرة. بل و سمعت أيضاً -على استحياء من الراوي- عن إسلام طبيب مصري شهير و القصص التي يتداولها الناس في محاولة لإثبات صحة ظنهم.

هذا السلوك –إطلاق الشائعات الدينية- ليس موجود عن المسلمين وفقط, بل موجود أيضاً عند بعض المسيحيين. منذ عدة سنوات انتشرت في المنتديات و المواقع المسيحية, صور مذيعة شهيرة داخل أحد الأديرة بصعيد مصر, قيل أن حفيدها مرض بشدة و احتار الأطباء فيه فنصحها شخص بالذهاب لأحد القساوسة الذي تمكن من علاج الصغير. فتحولت المذيعة و ابنتها فوراً للمسيحية. أذكر أن المذيعة ظلت صامته لفترة ثم خرجت للإعلام لتعلن أن الصور ليست مفبركة و أنها ذهبت بالفعل للدير لكن بصحبة أصدقاءها الأجانب و أنها ليس لديها أحفاد من الأساس لأن أبنتها الوحيدة غير متزوجة.

فكرت في الكم الهائل من القصص الملفقة والفيديوهات التي تبرز المعجزات, في عصر خلى منها. ووجدت أن أصحاب هذا النوع من الشائعات ربما يعانون من قلة الإيمان رغم ادعائهم أو وصفهم بالمتدينين. داخلهم رغبة في إثبات صحة دينهم لأنفسهم قبل إثباتها للآخرين خاصة أتباع الأديان و الملل الأخرى من خلال اختلاق المعجزات. فالمسيحي الحق أمن برسالة السيد المسيح" عليه السلام" دون أن يراه, و لم يشك للحظة  أن أمه البتول مريم. كما أن المسلم الحق مؤمن بالرسول محمد" عليه الصلاة و السلام" دون أن يراه, أمن بالقرآن و بخلق النبي الحسنة و سيرته العطرة. هناك سبب أخر لانتشار القصص و الشائعات, و هو أن هؤلاء يرغبون دائماً في إثبات أن المشاهير و العظماء يؤمنون بدينه كونهم مصدر فخر و إعزاز في زمن شحت فيه النماذج الحسنة و القدوة الحقيقة.

و يبقى المتشكك دائماً في حاجة لإثبات.










3.10.12

أصفر سماوي





ألقت نظرة الوداع الأخيرة ثم أغمضت عينياها. تهاب الصعود. غفت وهي تعانق

حزنها المكتوم. هز ذراعها بخفة وقال:

" أنظري لقد وصلنا. أتفرجي على البلد من أعلى".

بدا لها المشهد خالياً من كل شيء سوى اللون الأصفر. على سلم الطائرة لفحها الهواء الساخن الرطب واستقبلتها عاصفة ترابية.