Pages

24.6.13

عزيزى الكافر-جريدة المواطن

عزيزى الثائر وفى قولهم «الكافر»، ليس لدى ما أقوله الآن غير أنى تعبت من حالة الاستعلاء الدينى التى
 يمارسها المحسوبون على الإسلام، من يتعاملون مع الدين على أنه قطعة عجين يمكن تشكيلها حسب إرادتهم ورؤيتهم فقط .

عزيزى العلمانى، وفى قولهم «الملحد»، ليس لدى ما أقوله غير أنى قرفت من حالة الشيزوفرانيا التى يمارسها علينا هؤلاء المحسوبون على الدين، وهم يقولون إن الخارجين على مرسى أعداء المشروع الإسلامى وهم أنفسهم أعداء الإسلام بسبب تعاملهم المنفر للدين، متناسين قول الله تعالى: 
{ولو كنت فظًّا غليظ القلب ﻻنفضوا من حولك}.

عزيزى المتمرد، وفى قولهم «الخارج عن القطيع»، ليس لدى ما أقوله بعد أن يئست من الذين يتعاملون مع الوطن على أنه شقة تمليك، نزلوا ثورة يناير ضد مبارك لأنه ظالم، ثم أباحوا قتل من سيخرج فى ثورة يونيو لأن الخروج على الحاكم حرام شرعًا. بالمناسبة، أعرف سلفيين سينزلون للميدان، ليس طمعًا فى حقائب وزارية أو مناصب وإنما لأن الكيل قد فاض بهم.

عزيزى المثقف، وفى قولهم «الحشاش»، ليس لدى ما أقوله بعدما امتلأت صفحات المتنطعين بصور تشوه النخبة والمثقفين، أخذوا الجميع بذنب قلة نسبت نفسها لهم، سواء من الفلول أو أصحاب المصالح حتى نظل شعبًا بلا ضمير ولا إحساس.

عزيزى المسيحى، وفى قولهم «الصليبى»، ليس لدى ما أقوله بعد أن نشر المتخلفون فيديو وكتبوا تعليقًا يثير النفوس بأن الكنيسة تحرضكم على قتل الإسلاميين لأن الدعاء يقول: «دم يسوع لازم يملأ مصر، التحرير والاتحادية»، وهم يجهلون أن العقيدة المسيحية مبنية أساسًا على فداء السيد المسيح للبشرية بدمه.


عزيزتى مصر، وفى قولنا «بهية»، ليس لدى ما أقوله بعد أن صرت كما صرت، لم نحمِك، و لم نسع لأن تستعيدى مجدك و زهوك. فى البدء كنتِ النور والعلم، ثم صار شعبك يتناحر فيما بينه باسم الدين، ظاهريًا يعلنون محبتك ويخونون عهدك فى الخفاء. إنها لعبة مصالح، وفى قول آخر "عقوق" الوطن.

16.6.13

لقاء الهجص والغضب- جريدة المواطن

أيام وأحداث كثيرة مرت منذ قرر عدد من المثقفين الاعتصام بمكتب وزير الثقافة الجديد "د. علاء عبد العزيز". الأمور كانت تسير بشكل يليق تمامًا بنخبة مصر حتى قرر أحمد المغير وجماعته أن يذهبوا ليلقنوا المعترضين درسًا.
السؤال الآن: هل يرغب المؤيدون للوزير الجديد تشويه المثقف المصرى وإظهاره كبلطجى مثلما فعلوا مع الثوار؟ هل أساء من قاموا بضرب أحمد المغير وعمرو عبد الهادى للنخبة التى من المفترض أن تحمل لواء الرقى والأخلاق؟
لا أملك الإجابة الآن، لكن الأسئلة التى تلح علىّ كفيلة بإكمال حالة الحيرة المسيطرة على رأسى.
هل يستحق وزير الثقافة الجديد كل هذا الغضب؟ وما سر هذا الرفض الذى لم يكن له مثيل؟
حين أُعلن اسم وزير الثقافة فى التعديل الوزاري=ى مؤخراً بحثت على شبكة الإنترنت كى أعرف إسهاماته فى المجال الثقافى فلم أعثر على شىء يستحق القراءة. استمريت فى بحثى حتى تأكدت أنه لم يقدم للمكتبة العربية أى إضافة تذكر، وأن من صار وزيراً للثقافة المصرية لم يسهم - ولو بفكرة- فكيف وصل إلى هذا المنصب الرفيع؟!!
من هنا استمديت موقفى الرافض لهُ.
فيديو على صفحة إحدى الصديقات على موقع الفيس بوك لبرنامج حل الوزير فيه ضيفًا على قناة 25 دفعنى للمشاهدة، ربما بسبب التعليق الذى أرفقته والذى أشعرنى بأن عدد من المعتصمين لديهم أسباب غير وجية. فكرت أن أمنح نفسى فرصة استمد منها ثقتى بأنى محايدة. لكن الحوار شهد سقطتان للوزير.
الأولى: فى بداية اللقاء حين تحدث مقدم البرنامج عن "الأرجوز" باسم يوسف الذى انتقد الوزير المنتمى لحزب قال أنه قومى عربى لكن الحقيقة تنفى ذلك. فأنكر السيد الوزير انضمامه لحزب التوحيد العربى بطريقة مراوغة، لكن أعضاء الحزب يفتخرون بالوزير وامتلأت صفحاتهم على الفيس بوك بإنجازاته وقراراته.
السقطة الثانية: حين بدأ وصلة "الهجص" حيث أكد أنه له كتابان منشوران خارج مصر لأن النشر الحكومى فى مصر له حسابات أُخرى، ثم أكد على أنه شارك الرائع الراحل د. عبد الوهاب المسيرى فى موسوعته "اليهودية والصهيونية" ليخرج علينا مدير الموسوعة نافيًا هذا الكلام.
لكن ظلت الأوراق التى اخرجها عبد العزيز ليثبت أن الحرب عليه ليست دفاعًا عن الثقافة وإنما دفاعًا عن مصالح لدى بعض الأفراد المنتمين للوسط تثبت وقائع فساد بالوزارة، هى الحسنة الوحيدة التى خرجت بها من هذا البرنامج.
تبقى كلمة أخيرة "ليس ذنب المعتصمين فى الزمالك أن الراقصة صفوة والفنانة غادة عبد الرازق يعتبرن أنفسهن من المثقفين".

15.6.13

أفلا تعقلون- موقع الحوار المتمدن

منذ أعلن عدد من الدعاة ضرورة الجهاد في سوريا خاصة بعد خطبة الشيخ محمد العريفي الذى جاء من السعودية  ليخطب في مصر عن الأزمة السورية يكاد رأسي ينفجر. فهو نفس اليوم " الجمعة الماضية"  الذى نظمت القوى الإسلامية المصرية مليونيه لنصرة سوريا, هم أنفسهم من نظموا مليونيه لنصرة القدس و رددوا خلال الخطبة شعار " على القدس رايحين شهداء بالملايين" و لم يفعلوا. لكنى لا أحب التنظير والمراوغة, من منكم سمع أن أحد هؤلاء الدعاة ذهب فعلاً لسوريا أو فلسطين أو بورما؟  أمثالهم يفتون الفتوى, يشعلون بها القلوب و النفوس ثم يذهبوا لبيوتهم ليأكلوا ما لذ و طاب, يجلسون في غرف مكيفة على أثاث غال.

يقول "دعاة الفتنة" أن الأزمة السورية سببها طائفي و أن الشيعة يريدون محو الهوية السنية من خارطة الشام. أنا مع هذا الرأي و لا أنكر كرهي لكل طائفي متطرف , لكنى غضبت حين تصرف حسن نصر الله بنفس المنطق, و غضبتم انتم و سميتم حزبه "حزب الشيطان". وغضبنا من إيران التي تلعب لعبة قذرة في المنطقة العربية لأنها تساعد بشار. أتذكرون؟

طيب, ما الحل إذاً؟

هل يعلن أهل السنة الحرب على أتباع الطائفة الشيعية و نبدأ في القتال؟ نبلع الطعم الذى رمته لنا "أمريكا و إسرائيل" و نبدأ في التناحر فيما بيننا و ننسى أننا جميعا مسلمون و أننا أبناء وطن واحد؟ ننسى عروبتنا؟ أمريكا التي ستوفر السلاح كي تكتمل الجريمة و تتحول سوريا لعراق جديدة بيد عربية, ماما أمريكا لئيمة و خبيثة. حينها لن تنزلق سوريا الشقيقة وحدها في بئر الطائفية, بل سندخله جميعا دولة تلو أخرى و ننسى أن إسرائيل تستبيح المقدسات في القدس.

الحل هو رحيل الأسد, ثم انتخابات رئاسية نزيهة, ثم عمل لإعادة بناء وطن أستهلكه صاحب نزعة دموية.
لن تفلح أمة تتناحر فيما بينها لأسباب طائفية, تكاتفوا, توحدوا.

في النهاية سأذكركم بقول الله تعالى " تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ". ربما تفهمون أن بعض "الدعاة" هم سلاح العدو الذى سيحيل أرض العروبة إلى جحيم.

6.6.13

للإنسانية وجه واحد- مجلة الدانة

ربما يكون عاديا ان تقرأ رواية لم يحدد كاتبها بشكل دقيق المكان أو الزمان, الغير عادى بالنسبة لي أن أقرأ رواية ليس بها بناء سردي بالشكل المتعارف عليه و انما حوار بين بطلتي النص.

إعلان صغير مكتوب باللغة التركية في إحدى الجرائد الألمانية قرأته الشابة بيلين التي تبحث عن عمل لتستطيع ان تكمل دراستها هو بداية علاقة غير عادية مع روزيلا السيدة المسنة. كل ما تريده هذه المرأة الألمانية الوحيدة أن تتحدث في أي شيء بشرط أن يدور الحوار باللغة التركية, لغة زوجها الراحل. فهي مؤمنة بأن إحياء اللغة, إحياء لذكرياتها و حياتها التي أوشكت على الانتهاء.

"الأمومة و الأبوة يجرحان أكثر من هتلر" هكذا قالت العجوز روزيلا لبيلين التي عبرت عن بغضها لتصرف أمها حين انفصلت عن والدها و تزوجت رجل أخر لأنها احبته. حديث بيلين فتح باب أحزان روزيلا على مصرعيه. فالمرأة ظلت طوال الوقت تحاول ان توضح للفتاة ان مشاعر الامومة و الابوة اقوى من ان يتخيله الابناء.

فروزيلا التي أرغمتها الحرب العالمية الثانية على ترك زوجها في ألمانيا و السفر إلى تركيا وقعت في حب الشاعر التركي ريجان أثناء غياب الزوج. بعد خمس سنوات حين يعود الزوج تستأنف حياتهما بشكل عادى, ستكتشف يوم وفاته أنه كان على علم بعلاقتها بريجان, لكنه سامحها لأنه يحبها بينما لم تفعل أبنتها بل قاطعتها و هاجرت لأمريكا.

الحكاية إذاً وجهان لعملة واحدة, الحب هو مفتاح السعادة و الحزن.

الإطار الصوفي للحكاية هو أكثر ما يميزها و البعد الفلسفي و التاريخي في النص أضافا عمقاً و ثراء, فالسيدة اليهودية تصلى و ترجو الخالق أن يغفر لها و يدخلها جنته, هكذا الفتاة المسلمة, و هكذا كل البشر على اختلاف الديانات و المذاهب, كلنا نتلو نفس الدعاء و رجاءنا واحد. و تبقى الإنسانية رغم اختلاف الدين, الجنسية و العمر, تجربة لا تعترف بالفروق.


"الصلوات تبقى واحدة" رواية مميزة للكاتب التركي الشاب تونا كيرميتشى و ترجمة بديعه للكاتب الشاب عمرو السيد.