Pages

1.5.10

صرخة أنثوية ضد الدونية تجاه المرأة في "بعد إجباري"

البخشونجي بعد إصدارها القصصي الأول لـ " السياسة ": أعاني من قيود على حريتي في الكتابة والإبداع... والمجتمع يمنعني من نشر بعض كتاباتي

القاهرة - ثروت البطاوي:

بعد إن أصدرت مجموعتها القصصية الأولى, أصبحت مثار إعجاب وتقدير الأوساط الأديبة والثقافية, ومن خلال "بعد إجباري" أطلقت صرخة أنثوية مدوية أثارت بها الاهتمام حول قضايا وهموم ومشكلات بنات جنسها, فهي ترى بأنها مبعدة إجباريا من المجتمع لكونها أنثى, كما تؤكد على أن هناك مناطق وأحاسيس لدى المرأة لا يستطيع إن يدركها أو يستوعبها أي أديب رجل مهما كانت عظمته.. نسرين البخشونجي التي قال عنها الأديب علاء الأسواني لصحيفة "لوموند" الفرنسية بأنها تملك موهبة كبيرة سوف تحدث ضجة.. "السياسة" حاورتها حول إصدارها الجديد وهذا نص الحوار:

بداية ما سر اختيارك الكتابة في مجال القصة القصيرة?

لأن القصة القصيرة بالنسبة لي "تكنيك " سهل حيث أعبر عما يجول في نفسي بشكل مكثف وصغير, ورغم أن هناك عددا من النقاد نصحوني بكتابة الرواية مؤكدين على موهبتي في قوة السرد, وهو ما جعلني أفكر بشده في هذا الاتجاه, وقد شرعت بالفعل في كتابة رواية أسمها "الحرملك" وتدور حول مجموعة من النساء يقطن في فندق مخصص للسيدات فقط, وهن خمس سيدات لكل واحدة منهن قصة ومشكلة في تعاملها مع المجتمع ولكنها لم تكتمل بعد.
ما ابرز ملامح مجموعتك القصصية "بعد إجباري"?

تتكون المجموعة من (14) قصة قصيرة يربط بينها خيط واحد هو قضايا وهموم المرأة ومشكلاتها في المجتمع, عدا قصة واحدة اسمها "رسالة" وهي القصة الوحيدة الخارجة عن السياق حيث تتناول قصة الطفل إسلام الذي تعرض للضرب حتى الموت من قبل أحد المدرسين في مدينة الإسكندرية أما الثلاث عشرة قصة الأخرى فهي تتناول مشكلات المرأة في المجتمع المصري والعربي فمثلا قصة "برواز" عبارة عن حوار داخلي (ميلودراما) بين البطلة ونفسها وكيف إن مشاعرها مضطربة, في إن لها حقا إنسانيا في الزواج والارتباط ولكنها ترفض إن تحصل على حقها ولا تدري كيف تحصل عليه, وقصة " الفراشة " التي تتناول مأساة ختان الإناث,وكذلك قصة " فستان زفاف" التي تحكي عن فتاة فهمت مفهوم التحرر بشكل خاطئ.

لماذا أطلقت هذا الاسم تحديدا على مجموعتك القصصية?

في المجموعة قصة تحمل هذا العنوان والتي اعتبرها أهم قصة بالنسبة لي لانها تحكي شيئا من تجربتي الذاتية, حيث تتناول تلك القصة علاقتي بجدي الراحل, وتدور أحداثها في "تاكسي" حيث تستعيد البطلة ذكرياتها مع جدها بعد إن اتصلت بها والداتها لتخبرها بوفاة جدها, وبالنسبة للمجموعة ككل فان "بعد إجباري" يمثل تجسيد لمعاناة المرأة من الإبعاد القهري من قبل المجتمع في أداء دورها والمشاركة في الحياة العامة والعملية.

ومن يجبرك على البعد القهري?

القيود والاعتبارات الاجتماعية تمنعني من نشر بعض كتاباتي التي أخشى من أن يؤدي نشرها إلى إن اكتسب عداء أهلي ومجتمعي, فأنا أعاني من بعض القيود على حريتي في
الكتابة

ما الرسالة الأساسية التي تودين إيصالها للمجتمع?

ليست رسالة بقدر ما هي صرخة أنثوية ودعوة للاستفاقة الاجتماعية ضد النظرة الدونية للمرأة وضد القضايا والمشكلات التي مازالت تعاني منها النساء, فقد أردت إن أقول انه ليس من المعقول أن نكون في القرن الحادي والعشرين ومازلنا نناقش القضايا نفسها التي سبق وان طرحناها منذ عشرات السنين, فكيف تظل مشكلة مثل ختان الإناث قائمة ومستمرة في المجتمع حتى هذه اللحظة!

هل تشعرين بالرضا على ردود الفعل حتى الآن حول إصدارك?

بالتأكيد وعلى جميع المستويات وخصوصاً على مستوى القراء وكذلك على المستوى الإعلامي حيث كان هناك اهتمام كبير من جانب كثير من البرامج التلفزيونية التي استضافتني وكذلك الصحف وكان هناك شبه إجماع على أسلوبي السهل والبسيط في الكتابة.
ماذا على المستوى النقدي?
كان رأي الناقد الكبير الدكتور شريف الجيار مشجعاً للغاية, حيث أثنى على موهبتي وتوقع أنني سأكون كاتبة لها اسم كبير خلال خمس سنوات, والأديب علاء الأسواني بعد أن قرأ المجموعة اتصل بي بعد شهر تقريبا وطلب مني مناقشتها في صالونه الثقافي حيث كانت ندوة أكثر من رائعة, كما خصني بالذكر عند حديثة لصحيفة "لوموند" الفرنسية حيث قال"
انها تملك موهبة كبيرة سوف تحدث ضجة".

وما أثر إشادة الأسواني عليك?

الخوف الشديد, فقد كان لدي مجموعة من القصص انوي نشرها قريبا, ولكن بعد حديث الأسواني عني, أقوم تقريبا بمراجعتها يوميا وأصبحت غير راضية عنها, فكلامة عني للصحافة العالمية وهو أديب كبير يحتم علي إن أكون عند حسن ظنه, ويجعلني ادقق في كلمة اكتبها حتى تكون مجموعتي القصصية الجديدة أفضل أو على الأقل في مستوى "بعد إجباري"
ما اسم مجموعتك القصصية الجديدة?

لم استقر حتى هذه اللحظة على اسمها, ولكنني أستخدم فيها أسلوبا وتكنيكا مختلفا في الكتابة, ففيها اختزال وتكثيف شديد, حيث لا تزيد نصوصها وقصصها عن صفحة بأي حال من الأحوال, كما تصل إحدى قصصها إلى 4 سطور فقط, علاوة على إن موضوعاتها وقضاياها متنوعة ومختلفة ولا تقتصر فقط على مشاكل الأنثى.

مصطلح الأدب النسائي كيف تنظرين إليه?

مصطلح متعارف عليه عالميا, ولا نستطيع إنكاره, ولكنني أقف ضده, فلا يوجد في المقابل أدب ذكوري, وإذا كانت المرأة تعبر عن مشاعرها ومشكلاتها في المجتمع من وجهة نظرها فهذا لا يعيبها في شيء, فنحن في الاجمال نلقي الضوء على مشكلات اجتماعية موجودة بالفعل ولكن من وجهة نظر المرأة كما أن هناك مناطق وأحاسيس لدى المرأة لا يستطيع إن
يدركها أو يستوعبها أي أديب رجل مهما كانت عظمته

الأديبات الشابات تسيطر عليهن فكرة نظرة المجتمع للمرأة كجسد فقط ما رأيك?

هذا واقع بالفعل فالرجال أو معظمهم لا ينظرون للمرأة سوى أنها مجرد جسد فقط وأنا في هذا الصدد ارغب في تأليف كتاب باسم " أنا مش فاترينة " فالتحرش والمعاكسات على سبيل المثال زاد عن التصور, وتلك النظرة سببها الكبت الجنسي وانتشار التشدد والتعصب بحيث أصبحت جميع القيود مفروضة على المرأة.

أخيرا ما تأثير الزواج عليك كأديبة?

زوجي متفهم جدا لعملي كأديبة وهو مهتم جدا بقراءة كتاباتي الأدبية ويشجعني جدا على المضي في عالم الأدب رغم انه ناقد لاذع جدا لأعمالي.