Pages

24.1.13

غرف حنين بمعرض القاهرة للكتاب2013





 أصدقائى, الطبعة الثانية من الرواية متوفرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب


 بجناح دار اكتب, خيمة3

 جناح روزاليوسف بجوار جناح دار الهلال



 جناح دار دوّن خيمة 2


 جناح دار كيان خيمة 2



17.1.13

على من العتب - مجلة الدانة القطرية



حين كشف محامى الفنانة إلهام شاهين كذب عبد الله بدر الذي أدعى عضويته بهيئة تدريس جامعة الأزهر, لم أعرف هل أفرح أم أحزن. هل أفرح لأنه كشف حقيقته أمام الرأي العام أم أحزن لأن جزء من الشعب المصري صار يسمع دون وعى لأشخاص اغتصبوا لقب "شيخ" أو "داعية" دون حق و دون علم حقيقي, في الوقت الذي 
يعتبر فيه الأزهر أحد أهم منابر الإسلام الوسطي في العالم.

 الأموال الخارجية مكنت هؤلاء من شراء قنوات فضائية لتكون "منابر" ينشرون من خلالها أفكار أعتقد أنها ساهمت بشكل كبير في نشر الفتنة بين أفراد الشعب. ليس هذا و فقط, بل أن أنتشر ظاهرة الإلحاد بين الشباب و المراهقين مسؤوليتهم بلا شك.

و تساءلت, هل نشر بعض مقاطع الفيديو المثيرة للجدل لمن يدعون "المشيخة" على مواقع التواصل الاجتماعي و انتشارها بشكل واسع و سريع, ساهم في تأزم الوضع السياسي في مصر, لأنها صنعت لدى قطاع كبير من الشعب شبح يدعى "الإسلام فوبيا" في بلد يعرف أهله بالتدين الفطري, فأصبحوا غير راغبين في حكم "حزب الحرية و العدالة" الذي يمثل تيار الإسلام السياسي. و هل يتوجب علينا تجاهلها و عدم نشرها درء للفتن و حفاظاً على صورة ديننا الحنيف من التشويه الذي يمارسه هؤلاء باقتدار يحسدون عليه بسبب جهلهم و تطرفهم.

على من العتب, هل نعتب على الإعلام الذي لم يعطى لعلمائنا الأجلاء فرصة حقيقية بقدر ما ساهم في شهرة الآخرين من خلال ظهورهم في برامج ذات كثافة مشاهدة عالية لمناقشتهم –دون جدوى- في أفكارهم المثيرة للجدل. أم نعتب على مؤسسة الأزهر لأنها لم تقف في وجه موجة التطرف الديني الحالية بكل حزم.




13.1.13

قراءة فى مسرحية "الورد البلدى"


 "الورد البلدى" ما زال محتفظا بعطره في الذكرى الثانية للثورة  

"شعبنا قال وقوالته قانونه ضبط عودة وشد قانونه
خلف العالم كل ظنونه والحلم المتمرد عاش
متعبناش متعبناش"
بهذه الأبيات الحماسية أنهى الشاعر ميسرة صلاح الدين مسرحيته الشعرية "الورد البلدى" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. خمس مشاهد بلور الشاعر فيها الثورة المصرية بكل أحداثها مروراً بحلم القومية العربية. أستخدم صلاح الدين لغة شعرية بسيطة و لكن بتركيبات مغايرة تناسب روح الثورة مثل ما جاء على لسان شاب يحمل العلم:
"كنت بنام
متغطي بخوفي
أبلع صمتي
في عصف ظروفي
واتهيئلى
الظلم طبيعي
والتنكيلٌ
والقهر طبيعي"
يحسب للشاعر عدم تحيزه لفريق دون الأخر, فوجد مبرر "الخوف" للشباب الذين لم ينزلوا الميدان أثناء الثورة.
دٌخل المسرح شاب وفتاة على استحياٌء وترقب و يقٌفون امام المتظاهرينٌ
الشاب الدخيلٌ: نفسي أشارك
بس أنا خايفٌ
الفتاة الدخيلٌة: نفسي أشارك
بس أنا خايفٌة
و أكمل على لسان الفتاة " مليون قيد
على قلبي وعيني
مليون صخرة
مكان تفكيري"
أحداث المسرحية تتصاعد بشكل تدريجي, فبدايتها تصوير عميق لحالة الغليان التي مر بها الشعب المصري قبيل الثورة أو بمعنى أدق إرهاصات الثورة. حيث أفتتح الشاعر مسرحيته بأغنية أشترك فيها جميع أطياف الشعب.
خصخصة مصمصة إرهاب
والفتنة بدون أسباب
للغُرب فتحنا الباب
دخلوا علينا التعابين
المشهد الأول يبدأ ببيت عادى يسكنه شاب راغب في التغيير, لكن الأهل يحولون إثناء أبنهم خوفاً عليه. الشاب يحاول أن يتخلص من صراعه الداخلي بين خوفه و رغبته في التغبير عن غضبه.
الظروف مالها ومالنا ليه مبتسبناش في حالنا
الهروب غاية أمالنا والحذر بقى أمر عادى
---------------------------
جوا بيرٌ أحلامنا تغرق والطريقٌ كٌدب و صٌدق
نفسي أمشى في ظل مبدأ قبل ما يقرب ميعادي
و لأن شباب الثورة تم اتهامهم بالعاملة لدول أجنبية, صدر الشاعر هذه الفكرة من خلال الشرطي الذي يقول للشاب:
مش قلنالك
تهدى شويةٌ
الأفكار دى رياٌح غربيةٌ
مش قلنالك تهدى وتعقل
بطل تحلم
بطل تسأل
أنت ملفك
بقى في أدينا
ثم تتصاعد أحداث المشهد خلال مناقشة بين الأب و الأم و الابن الذي لا يريد أن يدفع ثمن صمتهم على الظلم.
الحوار بين الرئيس و الشرطي عن الولد, يعطى بعد أخر للشخصيات. فالولد يمثل شباب مصر و شعبها الذي يرغب في إسقاط دولة الظلم و إعلاء كلمة العدل. يدور الحوار بين الرئيس و الشرطي حول سبل إخراس الشعب و إطفاء شعلة الثورة.
الرئيس مش عايزين ثغرات امنية
خبى العسكر فى الحراميه
واهجم ع الأحلام الخضرا
لا الاحلام تطرح ذر ية
الشرطي: ح اهجم بالأرهاب والكورة
والأعلام أبو عين مكسورة
والجرنان أبو حبر مخادع
والفزاعة ام لسان واقع
في المشهد الثاني يظهر الشباب الذين يبدوا عليهم الاستهتار بما يجرى لمصر, ربما لقلة الوعي. الاهتمام عندهم منصب على المظاهر وفقط. يكسر دائرة الأفكار التافهة شاب يثير القضية الفلسطينية ثم فتاة تتحدث عن مكانة مصر الضائعة. و من هذه النقطة يبدأ الصراع بين السلطة و الشباب.
الشرطي:بطلوا دوشة
ولعب عياٌل
أحنا صبرنا
وصبرنا طال
الفتاة : صبرنا طال
والظلم أتطور
تبقى حامينٌا
وشيخٌ المنصر
يظهر الشاعر ميسرة صلاح الدين فساد الإعلام أثناء الثورة و عدم تغطية الأحداث من خلال برنامج تليفزيوني و مذيعة تتحدث عن هدوء مدينة القاهرة و في خلفيتها أغنية أخترناه.
يفتتح الكاتب المشهد الثالث بحوار عن ثورة تونس
الشاب: شوفتوا فى تونس
أيه اللى ب حٌصل
الياسمين
فتح على عوده
الفتاة: واحنا كمان
الورد البلدى
طاب واحمر الشوق
في خدوده
و مع بداية الثورة يهتف الشباب الثائر وينتهي المشهد باستشهاد الشاب الذي يحمل العلم, و قبل موته يوصى زملائه باستكمال الثورة.
مش مهم تطيبٌ جروحنا
المهم تطيبٌ جروحك
وانتوا إوعوا تسيبٌوا حقى
انتوا نَعَمى وانتوا لأى
وانتوا صوتى لما باسكت
وانتوا حارس ع البلد دى
بكره اهو جاى من بعيد
الخروج عن طاعة الرئيس الفاسد هي بداية المشهد الرابع, حيث يظهر الشرطي الذي يحرس الرئيس في حالة يرثى لها. ثم يلقى قصيدة رمزية عن الفساد الذى توغل في جميع القطاعات.
انا كنت واحد إنما
جوايا كانوا كتير فلول
جوايا كانوا الفلاحين
مبيفٌلحوش
جوايا كانوا الخبازين
مبيخبزوش
جوا اٌ خان البحر ملحه
مدوبوش
جوايا سلسلت البشر بالعرى
وسترت الوحوش
ثم يبدأ الثوار في الغناء لمصر قبل ظهور العامل و الفلاح في مواجهة مع الرئيس. بينما يجتمع كل أطياف الشعب في الميادين.
بأجندة واحدة مفيش غيرك تمويلنا من ميه نيلك
تمرك وطميك ونخيلك يسٌتاهلوا احلى ما فينا شهيد
والباقى جايلك فوج ورا فوج بخطاوى واسعة ونظرة لفوق
المشهد الختامي للمسرحية أبرز أمنية الشاعر في توحيد صف العرب.
المسرحية رغم قصرها إلا أنها مكتملة العناصر الفنية, رغم أنى لا أحبذ استخدام اللهجة العامية بشكل عام في النص الأدبي, أعتقد أن في هذه الحالة أفاد النص و بث فيه روح شبابية أقرب للواقعية.

11.1.13

البلياتشو


1
كل صباح.. تجلس أمام المرآة تلون قسمات وجهها بألوان الفرح. ترسم عيونها بقلم الكحل الأسود وعلى جفونها لمسة من ظلال الجفون البرتقالية اللامعة مثل شعاع الشمس، ثم تضيء وجناتها ببودرة بلون المشمش.. أما شفتاها فلون الخوخ يناسب بشرتها الخمرية. زميلاتها يحسدنها على قدرتها في وضع الماكياج الجرئ.. المتقن.. الــ.. الأوصاف كثيرة. 
ترد بابتسامتها الرائقة.. على مديحهم.
لكنها حين تعود لبيتها المنمق باستمرار، وتزيل بقطعة قطن بيضاء عن وجهها كل الألوان، يظهر لون جلدها الشاحب وعيونها الذابلة من فرط السهر. 
تجيد فن التزين كما تحسن إخفاء حزنها عن الجميع. ضحكتها الساحرة تخفي آلام الوحدة اللانهائية. ترتب غرف شقتها باهتمام، تعد الطعام، ثم تنتظر، لكنها ككل يوم تنام جالسة على كرسي الصالون المذهب.
 لا تصدق أن من تنتظره لن يعود، قالتها لنفسها كثيرًا، لكنها في ذات الوقت تأبى الإنصات. عقرب الانتظار يتسلل إلى داخلها عبر ندبة بالروح محدثًا نزفًا يلتهم وقود أيامها. 
2
كل صباح.. يقف أمام المرآة يحلق ذقنه المكسوة بالشعر الرمادي. يخلع عنه رداء الصمت، يلبس بذلته الأنيقة ويخرج. يمضي وقته في العمل مستمعًا لمشاكلهن. يجيد هو لعبة حل المشكلات. يعرف كيف ينطق الحروف المكونة للكلام المعسول بنبرة واثقة، مغلفة بصوت حنون. 
يجلس كالطاووس حين تبادر إحداهن بحسد تلك المرأة التي تشاركه الوجود.
لكنه حين يعود إلى بيته المنمق باستمرار، يزيل آثار الحنان العالق ببذلته، ينزع عنه ضحكة مباسمه.. فيظهر وجهه العابس وعيونه الهائمة دائمًا.
لا يصدق أن من أحبها لن تعود.. مهزوم لغيابها.. أحاسيس استنزفت روحه.
يدخل غرفته، يرتاح من أثر العمل، ثم يعلن عن جوعه.
3
يجتمعان على مائدة الغربة، وصوت الصمت ثالثهما.
ما زالت في انتظار رجلها الذي عرفته.. تجلس على الكرسي الموجود دائمًا أمام الباب. تتنصت على الصاعدين والهابطين على الدرج.. لا لرغبة في معرفة أسرارهم.. إنما فقط في الانتظار.
ما زال يجلس وحيدًا على الكرسي البامبو الموضوع دائمًا في الشرفة.. يحتسي قهوته السادة وعيونه معلقة بالسماء. على وجهه تجاعيد.. رسمها الزمن والفقد.