Pages

31.12.09

مناقشة المجموعة القصصية بُعد إجبارى بورشة الزيتون

تقيم ورشة الزيتون ندوة لمناقشة المجموعة القصصية بُعد إجبارى
يناقش المجموعة كل من الناقد د. محمد إبراهيم طه و الناقد عمر شهريار
يدير اللقاء الروائية مى خالد و الشاعر شعبان يوسف و بحضور الناقد و الروائى سيد الوكيل و الناقدة نهى حماد
تبدأ الندوة الساعة السابعة يوم الأثنين الموافق4-1-2010
بمقر الورشة بشارع سليم الأول, الزيتون
الدعوة عامة و يشرفنا حضوركم

29.12.09

البُعد الإجبارى...










كتبت: مها العنانى
جريدة القاهرة
29-12-2009

"بُعد أجبارى" مجموعة قصصية للكاتبة نسرين البخشونجى تقع فى 14 قصة قصيرة، تعرض المؤلفة من خلالها العديد من القضايا والمشاكل المجتمعية والتى تحدث فى وقتنا الراهن فى شكل مبسط وعفوى ومن خلال أناس نعرفهم ونقابلهم فى حياتنا يوميا، فتحكى لنا من خلال القصة الأولى مدى معاناة الأرملة وحيرتها بين حبا جديدا ظهر فى حياتها وأخلاصها لزوجها حتى بعد رحيله من خلال "برواز".لتتوالى بعدها القصص ... لنجد مثلا قصة "هلاوس" والتى تعرض مشكلة تصديق بعض الناس لمفسرين الأحلام والذى يصل الى حد الأيمان بهم واللهاث ورائهم دون وعى باحثين عن بارقة أمل جديد لحياتهم، ليكتشفوا أن الموضوع فى النهاية لا يتعدى "البيزنس"، والتى من خلالها أيضا تتعرض لحال الدول العربية والفرقة التى باتت بينهم فى مواجهة عدو واحد.ثم تعرض لنا مشكلة أحاسيس المرأة العاقر والتى تتمنى الأنجاب ولكنها تظهر عكس ذلك الى من حولها حفاظا على كرامتها، وهى بذلك تعكس نظرة المجتمع بأكملة الى المرأة العاقر حتى من أقرب المقربين، وذلك من خلال قصة "ميعاد سرى" وكل هذا فى شكل شديد العذوبة.ويليها قصة "رسالة" والتى تذكرنا من خلالها بحكاية الطفل "أسلام" الذى توفى فى مدرسته أثر تعرضة للضرب المبرح من أحد أساتذته، وذلك فى صورة رسالة تخيلية رقيقة موجه من "أسلام" الى والده يحكى له فيها عن هذة اللحظة البشعة من حياته.وتحتل قصة "بُعد أجبارى" موقعا مميزا وسط الكتاب وفى ذهن من يقرأه أيضا فهى القصة الأقرب الى الحقيقة والتى تتأكد من أول سطر بها أنها قصة حقيقية مرت بها الكاتبة بالفعل فى الحياة، فهى تحكى بشكل أصابه الكثير من الرقة والحساسية المفرطة عن ذكريات فتاة مع جدها الراحل وحلمها الدائم برجوعه مرة ثانية الى الحياة لتفيق منه على واقع يؤكد أنه لن يعود .وما بين هذة القصص نجد "الفراشة"، "سقوط غير محتمل"، "حبك سوط عذاب"، "بعيون قطة"، "بلا فرح"، مسحورة بالنور"، وكأن شيئا لم يكن"، "حدث فى ليلة العصيان"، وأخيرا "فستان زفاف".وفى النهاية هى رحلة قصصية جميلة تأخذنا اليها نسرين البخشونجى بوعى وأحساس عال بكل ما يحدث حولنا من أحداث ومتغيرات قد تنتهى بنا الى ... "البُعد الأجبارى".

23.12.09

شرنقة المجتمع" مشاركتى فى حملة كلنا ليلى"


على الرغم من ان المرأة العربية قد نالت جزء من حقوقها على الصعيد الإجتماعى و الثقافى, إلى أننا و للأسف لم نتخلص بعد من بعض الأفكار القديمة المتأصلة فى شعوبنا العربية. من تلك الموروثات الثقافية توازى بعض الأسئلة بمجرد ذكر سيرة أنثى....فأول سؤال يتبادر إلى الذهن هل هى محجبة؟ ثم تتباع الأسئلة.. هل تزوجت؟ و السؤال التالى و الأكيد هو هل أنجبت؟


للأسف قليلاً ما يهتم أحد بالسؤال عن عمل تلك الأنثى, عن ما حققته من نجاح على الصعيدين الإجتماعى و الثقافى, ما الذى حققته للمجتمع. لا شئ يخص الأنثى سوى الحجاب و الزواج و الإنجاب. حتى فكرة الطلاق التى شرعها الخالق أصبحت من المحرمات فى عرف المجتمعات, فأى أم تنصح أبنتها سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة بالإبتعاد عن المطلقة, فهى فى معظم الوقت أمرأة سيئة السمعة. كما أنها فى أحياناً كثير يطبق عليها المجتمع أكلشية سخيف بالنظر إليها على أنها أمرأة لعوب كل هدفها فى الحياة هو صيد رجل متزوج لتخطفة من وزجته.


الغريب فى الأمر أن معظم من يسأل تلك الأسئلة أو يعتقد فى تلك الأفكارهم نساء. لذلك فلا يمكن ألقاء اللوم على الرجال فحسب لأن العاتق الأكبر- من وجهة نظرى- يقع على المرأة, لأنها و بكل أسف هى الأم, و الأخت , و الزوجة هى من تربى الأجيال و تزرع الأفكار.


و السؤال الأن متى تخرج المرأة العربية من تلك الشرنقة؟

15.12.09


العرض الذى كتبته هبة العفيفى عن المجموعة بمجلة إحنا

8.12.09

فستــــان زفــاف

كانت تجلس أمام المرآة في محل الكوافير وقد بدأت عاملة التجميل في تجهيزها لتبدو كالقمر في ليلة اكتماله. أما مايان فكانت غير مرتاحة, ملامحها ليست كملامح فتاة في ليلة عمرها.. عيناها يغلب عليهما الحيرة والشجن؛ حتى إن مساحيق التجميل قد لا تفيد في إخفاء حزنها الدفين, و لم تُجدِ أغاني الأفراح التي كادت تصم أذنيها في إسعاد روحها المجروحة.
فجأة دخل المحل شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره, خمري البشرة.. يرتدي ملابس شبابية تبدو غالية الثمن, كان يبحث وسط المكان المملوء بالشابات اللاتي سيبدأ حفل عرسهن بعد بضع ساعات, بدأ ينظر في وجوههن واحدة تلو الأخرى.. للوهلة الأولأنهن يبدين متشابهاتى شعر أنهن تبدون بعض الشيء متشابهاتأنهن يبدين متشابهاتأنهن يبدين متشابهات . ظل يحملق فيهن إلى أن وجدها, امتلأت عيناه بالدموع.. اقترب منها.. فانفجرت بالبكاء.
- مايان، أرجوكي ماتبعديش عني..ما أقدرش أعيش من غيرك
- أعمل إيه بس يا أحمد, مش إنت اللي رفضتني, أهلي مصممين على الجوازة، عايزين يداروا الفضيحة.
- إسمعيني, والله هتجوزك..أنا ماعرفتش قيمتك إلا لما حسيت إنك هاتضيعي مني.
- مافيش فايدة, كلهُ كلام.. إنت اللي ضيعتني.
- أرجوكي..
- أرجوك إنت.. اخرج برَّه.
جففت دموعها.. حاولت تجاوز الموقف, بينما كان في طريقه للخروج من المحل وقد علا صوت نحيبه.
منذ سنتين تعرفت عليه في إحدى الحفلات التي كانت تقيمها صديقتها في منزلها بشكل دوري.. أحبته.
أرادت مايان أن تعطي لأمه المتسلطة والمسيطرة على البيت صفعة.. وأن تصفع شرقية مجتمعها الخانق ألف ألف صفعة.
ضربت بكل شيء عرض الحائط, كفرت بكل دين ومعتقد.. قررت أن تعيش حياتها كما تريد هي وفقط.
تركت بيت عائلتها المفككة, لم تعبأ وقتها بحال أهلها عندما يكتشفون غيابها.. وأقامت معه في شقته بإحدى أحياء القاهرة الراقية, كان الجيران يعتقدون أنهما زوجان وارتاحا هما إلى ذلك.
كانت مايان قد خلعت عنها حجابها, ربما لشعورها بأنه قد يصبح قيدًا على حريتها. أدمنت التدخين في محاولة لنفث غضبها الداخلي في الهواء, والخمرَ لعلها تُسكِن أنين روحها.. أحبت أحمد لأنه كان يشاركها الجنون.. الغضب، والاهتمامات.
في أحد الأيام فاتحت مايان أحمد في رغبتها في الزواج, فقد بدأت تمل شعورها بالرخص وعدم الأمان.. كما أن كليهما أصبح يعرف الآخر كما يعرف نفسه.. والزواج ما هو إلى خطوة يثبت بها كل طرف ولاءه للآخر. لكنه رفض الفكرة بشدة.. متعللاً بعدم قدرته على إقناع أهله بها.
- إنت بتقول كلام فارغ (قالتها بانفعال شديد)، من إمتى يا باشا بيهمك حد؟..إحنا الاثنين شبه بعض.
- لاحظي إن ده ماكانش في الاتفاق اللى بينّا, و إنتي وافقتي على كده.. إنتي كده بتخلي بشروط الاتفاق!
- آه.. قول كده.. يعني الموضوع مش أهلك ولا أهلي.. سيادتك اللي مش عايز أي التزام.. عمومًا..إنت حر.. بس افتكر إنك أنت اللي قررت.
تركتْه.. قررت أن تعود إلى القفص الذي طالما كرهتهُ, كانت وقتها تشعر بخيبه أمل و ذل.. مقابلة أهلها لها كانت باردة كالثلج ليس بها عتاب ولا كلام.
وهي التي كانت تظن طوال الوقت أنهم سيوسعونها ضربًا وإهانة بمجرد رؤيتهم لها. تجاهلهم لها أشعرها بالضآلة وعدم الاهتمام, كما لو كانت عودتها تساوي العدم. ذلك الموقف الغريب أشعرها أن ثمة شيئًا يُخطط لها.. كانت تموت مع كل لحظة انتظار.
كان خبر موافقة أهلها على زواجها برأفت, قد نزل عليها كالصاعقة, كان أقسى عقاب يمكنها أن تتخيله.. شعرت وقتها أنها تحطمت وستظل باقي عمرها تتجرع ويلات العذاب مع ذلك الشخص.
إصرار أهلها على زواجها برأفت كان ردهم الوحيد على تصرفاتها الحمقاء.. ذلك الشاب السخيف, الذي ظل يتقدم لها عدة مرات منذ تفجرت أنوثتها, بعد أن راهن جميع أصدقائه على الاستحواز على جسدها البض.
تم الاتفاق بين عائلتها ورأفت على إقامة حفل زفاف كبير بعد عشرة أيام فقط.. هذا هو الاتفاق الوحيد.. فلا شيء يهم الآن.