Pages

15.11.13

لا مفر





أنا..يقينك المذبوح على مقصلة الشك

الشعرة الرفيعة بين إيمانك و كفرك
 
أنا ذاتك..

فلا مفر..منى و لا منك

وعرة..الخمايسى

رغم أن معظم الأعمال الأدبية بعد ثورة 25 يناير تناولت الثورة بشكل او بأخر, اختار أشرف الخمايسي في روايته الجديدة  أن لا يخوض فيها، فأصبح الاحتلال الإنجليزي و العثماني لمصر هما البديل السحري له.
ترى ما الذى كان يفكر فيه أشرف الخمايسى عندما قرر أن يكتب رواية “منافى الرب”؟ سؤال كان يلح على رأسي كلما خضت في تفاصيل الحكاية. هل أراد أن يصدم المجتمع بأفكار ربما يخشى بعض أفراده أن تمر على عقولهم؟ أم رغب في استعراض عضلاته الإبداعية في نص يحمل جرأة الأسلوب السردي واللعب على حبال اللغة برشاقة؟
لقد خلقنا نشتهى الدنيا و نحاول أن نتناسى الموت نخشاه لأننا نجهله،  لكن “حجيزى”  بطل منافى الرب فعل العكس, ظل يفكر في الموت و نسى أن يتمتع بالدنيا. “حجيزى” الذى تزوج “سريرة” أجمل بنات زمانها و لم يقترب منها إلا ثلاث مرات خلال خمسين سنة زواج. ظل حبيس سؤال لا إجابة له و رغبة لم تتحقق. فهو يريد الخلود, يريد ان يظل موجوداً على الأرض بالجسد, و أن يكون جسده فواحة عطر برائحة البرتقال.
من أحاديث “حجيزى” مع صديقيه “سعدون” و “غنيمة” تتكشف عوالم مغايرة عن تلك التي ألفناها. في واحة “الوعرة” حيث يعيش الأبطال و تدور الحكاية تتغير بنا العصور. “فغنيمة” المتيم بشخصية البطل المملوكي” شقمق بيك” الذى حير العثمانيون في البحث عنه و كتب لهم عبارة “صليت العشاء بينكم” ليثير غيظهم. اكتشف أنه أفنى عمره في وهم لا حقيقة له و أن المسجد المكتوب فيه تلك العبارة لم يكن سوى سجن لتعذيبه. مات غنيمة من الحزن.
و”سعدون” الذى ظل يدعو الله أربعين سنة ليعطيه ولدا،  لكنه فقده هو و زوجته في لحظة إثر حريق هائل بعدما دعا عليهما أن يموتا محترقين، مات كما قالت له زوجته الأولى “بثينة” من الضحك و هو ينبش في صندوق عقله عن ذكرياتهما.
هل خلقنا الله ليعذبنا؟ أعتقد ان هذا السؤال هو الفكرة الرئيسية للنص. بين راهب قرر أن يترهبن بعدما قتل حبيبه “سيلين”. و رجل في الثمانين من عمره يبحث عن حل لمعضلة الموت. قرر الخمايسى أن يكسر تابوه “الدين” حيث لم يجد “حجيزى” ضرراً في أن يتنصر بحثاً عن الخلود. و لم يجد يوأنس مشكلة في أن يرتدى ثوب الدين ليتخلص من ذنب القتل..”يوأنس” الذى رفض أن يمارس الجنس مع حبيبته خوفاً من عقوبة الزنا، و لكنه ذبحها باسم الرب.
 براعة السرد و النقلات الأشبه بتكنيك التصوير السينمائي، أثارت رغبتي في مواصلة القراءة،  و تتبع أشرف الخمايسى و هو يرصد الحدث من زوايا مختلفة و من وجهات نظر مختلفة. لكنه أسلوب ربما يخدع القارئ. على سبيل المثال, رحلة “حجيزى” للجبل حيث يعيش الرهبان, ظننته سافر بعد الرؤيا، لكن في الحقيقة حدث هذا قبل عشرين سنة حين كان عمره ثمانين عااً.
أثار دهشتي العجائبية التي ضفرها الكاتب باقتدار داخل النص: عدم وجود ما يسمى بالجيش الفارسي الذى كان يتحدث عنه “غنيمة” صديق “حجيزى”. إلا ان الكاتب تركني على حافة اليقين, حين ذكر “غنيمة” أنه وجد طرحة “جالة” الأميرة الفارسية.
“منافى الرب”- الصادرة عن دار الحضارة للنشر و التوزيع بالقاهرة عام نفذت طبعتها الأولى في وقت قصير 2013- رواية مثيرة للعقل و الروح  معاً تدور أحداثها في واحة مختلقة  ليس لها وجود على الخارطة تتركك في حيرة رغم صفحاتها التي تخطت 360.
صدر للكاتب ايضاً, “السكَّاتة” مجموعة قصصية للأطفال, “الفرس ليس حرا” مجموعة قصصية, “الصنم”  رواية, و”الجبريلية” مجموعة قصصية. و هو من مواليد الأقصر عام 
1967.

* منشور بموقع السلم و الثعبان
http://elselmwaaltho3ban.com/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D9%88%D8%B9%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D9%89/

4.11.13

معرض الشارقة للكتاب 2013

 W7 رواية "عطر شاه" متوفرة بجناح مجموعة النيل العربية

بمعرض الشارقة الدولي للكتاب من 6-16 نوفمبر 2013