Pages

5.10.13

في مديح الصمت- جريدة المواطن


كنت قد عاهدت نفسى ان لا أكتب في السياسة مجددا, ليس فقط لأنها نجاسة, لكنى اردت ان اريح من يتهمونني بأنى من "عبيد البيادة" أو من "خلايا الإخوان النائمة". الصمت أراحني و أراحهم.

لم اكن الوحيدة التي تلعب في ميدان الصمت الرحب, فصديقتان مقربتان صارتا كذلك, و هنا من ثوار يناير و يونيو و ما بينهما. هن نزلن للميدان , واجهن الموت بشجاعة حسدتهم عليها, بينما كنت اتكئ على أريكتي اشاهد الثورة في التلفاز. لا, لم اكن عضوا بحزب الكنبة, كان جنينا يسبح في بركتي, أملاً ينمو داخلي. حين انقشعت الغمة, بكيت. ليس كبكاء المذيعة الشهيرة, لكنى شعرت ان دماء الشهداء لم تضع. 

و كتبت حينئذ في مديح الحلم.  حلمت ان طفلي سيتعلم في مدرسة حكومية و ستكون افضل من المدارس الخاصة. حلمت انه سيأكل طعاما نظيفا و يرتدى ثيابا رائعة "صناعة مصرية",  حلمت و الحلم في وقتها لم يكن عيباً و لا حراماً.

لماذا, صمتتا الآن, لان الكلام لم يعد مباحاً و لا حتى الاحلام. فهما وغيرهما الكثيرون اكتشفوا انهم ببساطة كانوا مجرد أدوات, وان الثورات تقوم كي يعتليها المتشدقون.

كلماتهم كانت مفاجأة غير عادلة بالنسبة لي, لأنها صادمة و موجعة.

مصر التي حيرت الجميع, صارت بين الكاذبين محتارة.

الثورة مستمرة و المجد للشهداء.