Pages

16.10.09

ميعاد سرى

"عقبال عوضك يا حبيبتي, إن شاء الله السنة اللي جاية يكون فيه عيّل على كتفك, عايزة لما أشوفك المرة الجايَّة أشوف بطنك شايلة"..

عبارات أسمعها في كل مناسبة وبغير مناسبة...اعتدت عليها واعتادت عليّ. كنت أعيش منذ زواجي قبل عدة سنوات بشكل طبيعي، لم أشعر أبدًا أن ثمة شيئًا ينقصني أو أحتاج إليه..

ربما كنت أنا التي تحاول طول الوقت أن يبدو الموضوع وكأنه فكرة غير مطروحة أو مجرد شكليات أو مظاهر اجتماعية اعتدت عليها.

رغم تطور تلك النظرات التي تنهش أحاسيسي بعد مرور عدة أشهر على زواجي.. نظرات الشفقة التي تثير أعصابي. كلهن يتعاملن مع الأمر كأنه بيدي، أو ربما على أنه السبب الوحيد للزواج و دونه لن تنجح الزيجة, وبالطبع لا تخلو عبارتهن من العتاب لعدم اكتراثي بالأمر لأنني سمحت لنفسي بالاكتفاء بخمس أطباء فقط كنت قد ذهبت إليهم.. رغم التأكيد الإجماعي على أن كل شيء على ما يرام.

ربما لأنني لم أكلف نفسي يومًا أن أحكي لهن تفاصيل عادتي السرية...و السرية جدا.

لم أحك لهن عن زيارتي الشهرية للطبيبة معلنه السبب.. مجرد كشف دوري. وفي نفسي رغبة عارمة في أن أخرج من حجرة الكشف و قد سمعت كلمة مبروك..

كل مرة أذهب إليها وفي نفسي تلك الرغبة، وما أن تؤكد لي أنني لست حاملاً أبدأ في استعطافها-كذباً- كي تجد لي حلاً يحول دون أمومتي معلنة السبب.. أريد أن أحقق ذاتي.

كل شهر أشتري علبتين من ذلك الاختبار المنزلي ...أقوم بعمل الأول في المساء بعد شرائه مباشرة لأنني لا أقوى على الانتظار وكالعادة النتيجة سلبية, فأقدم لنفسي السلوان والتعازي بـأن أقول لها مكتوب على العلبة في الصباح ونحن الآن في المساء.

في الصباح أنتفض من سريري كالتي لدغها ثعبان، أتناول الاختبار الآخر والأخير في سرعة و توتر.. تتلعثم عقارب الساعة ولا تعرف كيف ترضيني.. هل يمر الوقت سريعًا أو يبطئ إلى حد الملل كل مرة النتيجة سلبية.. دائمًا هي كذلك.. سلبية.. سلبية إلى الأبد.

أخرج من الحمام و علامات الارتياح تبدو على قسمات وجهي وتحتل ملامحه الكاذبة. أقول له في برود: "الحمد لله لست حاملاً, لن يأتي ذلك المخلوق الذي يعطل مسيرتي العلمية والعملية".

أردد تلك العبارات لنفسي مائة مرة في الدقيقة, وعلى أُذن زوجي, أهلي, أصدقائي, وكل من تسول له نفسه أن يتحدث في هذا الموضوع ألف ألف مرة. فأواجه تلك الاتهامات بفقدان غريزة الأمومة.. المتغلغلة في أعماق أعماقي, فيبكي قلبي المنفطر وتبتسم شفاهي.

في أحد الشهور قررت أن أجرب تلك المشاعر الأنثوية الخاصة.. أن أدلل أحاسيسي بشعور لم أحس بها وربما لن أشعر بها قريبًا, أو لن أحس به أبداً. أوهمت نفسي أولاً ثم من حولي دون أن أعلن الخبر صراحة.

آه.. أشعر بدوار.. غثيان.. أشم روائح غريبة.. آه.. يا الله.. صدقت نفسي للعجب, سمحت لنفسي بعد عدة أيام أن أقول لزوجي للمرة الأولى: "أشعر أنى حامل, أريد أن أجري اختبار دم الليلة.. بل الآن، وأريد النتيجة الليلة أيضًا".

كنت أعلم ولا أعلم.. أشعر ومتأكدة باستحالة هذا الشعور.. بالطبع كانت النتيجة.. صفر.


2 comments:

  1. السلام عليكم
    هي قصة جميلة لكن لو حقيقة حياتك
    اسمحي لي

    ربنا يرزقك ان شاء الله

    ولن تتعطل مسيرة حياتك بل سيكون اجمل زهور حياتك
    علي فكرة
    اريحي اعصابك وابعدي عن ما يثير غضبك ويعكر دمك وغير في نظام حياتك المتكررة
    وجددي حياتك الزوجية وابعدي عنها الايثارة العصبية
    سيأتي الحمل بامان وسلام ان شاء الله

    المهم الراحة النفسية للمرأة بعد الزواج كي يتم الانجاب

    تحياتي دمتي جميلة

    ReplyDelete
  2. عزيزتى

    هذه القصة من نسج الخيال و هى لا تعبر بالضرورة عن واقعى الشخصى و أنما واقع نساء كثيرات يعانين من نظرة المجتمع

    تحياتى و تقديرى

    ReplyDelete

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى