Pages

7.11.10

تحدثت لـ"السياسة" عن روايتها "غرف حنين" التي أدخلتها في جدل نقدي كبير

07/11/2010
نسرين البخشونجي: الأدب دوره توعوي ويسمو بالأخلاق وثقافة الإنسان
القاهرة - أحمد أمين

بعد أن عرفها الناس كقاصة من خلال عملها الأول " بعد اجباري" تستعد لطرح أولى تجاربها مع الرواية من خلال " غرف حنين " التي يتوقع لها أن تثير جدلا حولها لما تتناوله من قضايا اجتماعية شائكة وحساسة مثل الشذوذ الجنسي والتدين المظهري وعلى رأسه النقاب.. الكاتبة نسرين البخشونجي تتحدث حول هذه الحريات الادبية في حوار هذا نصه

؟حمل كل فصل من روايتك رقما لاحدى الغرف كما احتلت الغرف عنوانها.. لماذا
الرواية تدور حول حنين التي تحاول الهروب من تفاصيل حياتها اليومية المملة.. فتعلن عبرالفيس بوك عن فكرة "الحرملك " حيث تقوم بتحويل بيتها الى بنسيون وتأجير غرفه ولكن للنساء فقط.. وبالتالي فقد كان لكل ساكنة في الغرفة قصتها, ليس هذا فحسب بل أن الرواية تدور احداثها في رأس حنين التي تعاني من الغيبوبة وقد لا يستطيع القارئ أن يدرك ما اذا كانت الشخصيات حقيقية أم لا, علاوة على الصراع الداخلي الذي يدور في نفس البشر حيث لكل منا غرفه الخاصة به التي يدور فيها هذا الصراع وهذا ما وضحته في مستهل روايتي " بداخلنا جميعاً غرف حنين ووجوه لا يعرفها سوانا".

يلعب الانترنت دورا محوريا في روايتك كما هو الحال في عدد كبير من الأعمال الأدبية فهل تحول الأمر الى موضة?
الانترنت اصبح من ضرورات الحياة والكل يستخدمه كوسيلة عصرية كما أن الشات لم يعد الهدف منه هو الكلام الاباحي بل أصبح مجالا للتعارف بين الثقافات.. وبالنسبة لي فان استخدامي للنت كان لضرورة فنية, فهو ليس بالتيمة الأساسية للرواية, ولكنه وسيلة لكي أدخل شخصية المغربي زاكي في نسيج أحداث الرواية.

تعرضت لقضية الشذوذ في الرواية بشكل يبدو فيه تعاطفك معها?
الرواية انسانية في المقام الأول وعندما تعرضت للشذوذ قدمته موضحة وجهات النظر المختلفة حوله من دون أن أكون مع الشواذ أو ضدهم ولكن الكثيرين منهم يرفضون كلمة شاذ لأنهم خلقوا بهذا المرض من دون ذنب منهم والانسان لا يختار شقاءه وبالتالي علينا أن نساعدهم بدليل أنني جعلت زاكي المريض بهذا المرض يتعافى منه في نهاية الرواية بذهابه للعلاج في احدى المصحات.

لماذا اخترت المغرب لتكون جنسية الشاذ جنسيا?
أنا من اشد المعجبين بالمغرب كدولة لها تاريخها, ثقافتها ولكن بالنسبة للشذوذ فهو موجود في كل العالم ولا يقتصر فقط على المغرب التي تحاربه وتقف ضده وهو ما أظهرته عندما تم القبض على زاكي وكانت تهمته ممارسة الشذوذ, وما أغراني باختيار المغرب وجود مولد بها يقيمه الشواذ وتحديدا حول ضريح" آلالا عيشة".

هل استغرقت منك الرواية وقتا كبيرا في كتابتها?
الكتابة لم تستغرق وقتا كبيرا مقارنة بما بذلته من جهد في دراسة القضايا التي تناولتها مثل الشذوذ والتدين المظهري حيث بحثت كثيرا وراء هذه القضايا في الكثير من الكتب والمراجع للوصول الى الحقائق حتى لا أخوض في شيء ليس لدي خلفية كاملة عنه.

كسرت تابلوه الجنس بالتحدث عن الشواذ ولكن ظهر التزامك بالبعد عما يخدش الحياء?
بالفعل لم أتطرق لهذه العلاقة بشكل خارج ولم أقم بوصفها لكنني وصفت الأحاسيس والمشاعر المتعلقة بها, فأنا لا أريد أن يحجب أحد كتبي عن الغير علاوة على ايماني بأن الأدب دوره توعوي ويسمو بالأخلاق ويعلي من ثقافة الانسان وليس كما هو سائد حاليا حيث الاباحية التي تسيطر على كتابات اغلب الكتاب والكاتبات الجدد.

تطرقت لقضية التدين المظهري وخصوصاً النقاب فكيف تعاملت مع هذه المنطقة الشائكة?
التدين المظهري حالة تكاد تسيطر على أغلب المجتمعات العربية وهو ما تعرضت له في الرواية من خلال شخصية زينب الشغالة التي ترتدي النقاب, لكن لا تصلي في حين أن أمال التي تطلق شعرها تحافظ على الصلاة فنحن نعاني من حالة تخبط نتيجة احكام يطلقها المجتمع الذي يحصر التدين في النقاب والحجاب وأن من لا ترتدي أي منهما سيئة السلوك وهو ما ارفضه فلا يجب أن نقيم الدين بالمظهر خصوصاً أنني من خلال بحثي في قضية النقاب وجدت أنه ليس فرضا وهذا لا يعني أنني ضد المنقبات لكنني ضد فرض نموذج وحيد للزي الاسلامي كما ارفض أي وصاية للآخرين على شخصيتي.

قضية التربية أيضا كانت لها نصيب في روايتك?
لقد قدمت نموذجين للأمهات, ام زاكي التي كانت تهتم بابنها وتحقق له كل رغباته, ونموذج حنين التي تركت ابنتها بحثا عن حب رجل ولم تهتم بها وكانت النتيجة ضياع الأبناء في الحالتين فزاكي تحول الى الشذوذ وابنة حنين ارتدت النقاب وقطعت الاتصال بأمها فالتطرف لا يفرز الا متطرفين.

هل تحملين بعضا من شخصية حنين?
حنين لا تمثلني, لكنها تمثل سيدات كثيرات فالرواية كلها من صنع الخيال وأن كانت هناك بعض الشخصيات قابلتها في الواقع ومنها شخصية المنقبة التي لا تصلي وغير المنقبة الحريصة على الصلاة وهو ما بنى بداخلي الرغبة في التحدث عن التدين والمظهر.

الرواية ليست طويلة بالشكل الذي اعتدنا عليه لماذا?
تأثري بالقصة القصيرة لا شك وراء ذلك حيث مازال هذا الشكل يفرض نفسه على كتاباتي فخرجت هذه الرواية في شكل اقرب الى القصة الطويلة.. لكن اكتشفت أن هذا الأمر لا يقتصر علي وحدي فنجيب محفوظ في رواية "الكرنك" لم يزد في كتابتها عن 78 صفحة ونفس الامر بالنسبة لابراهيم اصلان في روايته" وردية ليل"..كما أنني أميل الى هذا الشكل الذي لا هو بالرواية الطويلة المملة ولا هو بالقصة القصيرة, فكم من روايات طويلة متخمة بالسرد الذي يحتاج الى الحذف.

هل تحولك ككاتبة من قالب القصة القصيرة الى الرواية كان بالأمر السهل?
التحول لم يكن سهلا بالمرة, فقد شغلني التفكير في البناء الدرامي والشخصيات والأحداث وقتا ليس بالقصير وظل التردد بالنسبة لي هو سيد الموقف حتى أخذت قراري بالشروع في الكتابة بعيدا عن شغل نفسي بمثل هذا الأمور وما أن بدأت حتى وجدت الأحداث والشخصيات هي التي تقودني الى أن انتهيت منها.

هل افادك النقد الذي تناول عملك الأول?
لقد تعرضت مجموعتي القصصية " بعد اجباري " لنقاشات كثيرة في الكثير من الندوات التي اهتمت بها ومنها صالون الدكتور علاء الاسواني الذي ناقشها واعجبته جدا ورغم أن هناك من لم يعجبه استخدامي اللغة السهلة والبسيطة في الكتابة الا أنني حريصة على أن اظل اكتب بها لكي تصل للقراء وهذا لا اراه عيبا.

ما القضايا التي تسعين لاثارتها في اعمالك المقبلة?
الازدواجية في التفكير والفصام الذي تعاني منه المجتمعات العربية علاوة على قضية الاغتراب في المجتمع وقد بدأت بالفعل في كتابة عمل جديد يدور حول الاحساس بالغربة في الوطن.

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى