Pages

28.2.12

لقاء


    • رأت البوستر الكبير المعلق أمامها و هي تمر بسيارتها مسرعة على كوبري السادس من أكتوبر.. ذاهبة لعملها. لا شئ جديد. حتى البوستر الذي لفتت ألوانه نظرها للمرة الأولى موجوداً منذ ما يقرب من شهر. صورة ضخمة بخلفية بيضاء, فيها يرتدًى المغنى الشهير قميصاً سماوي و جاكيت بنفسجي, الألوان تبدو متناسقة.

      لكن كيف يلتقي لون الفرح بلون الحزن و يندمجان هكذا.. تساءلت.


      السماء التي حين نرفع رؤوسنا و ننظر لها تتسرب إلى أرواحنا أسباب الفرح. واللون البنفسجي المستوحى من زهرة اللافندر التي تفوح منها رائحة لا تخطئها الأنف, لكنه

      عطر حزين.


      وصلت إلى منتصف الطريق..مازالت منشغلة الذهن.


      تذكرت حين كانت مراهقة أشترى لها والدها طاقماً شتوياً..سويت شيرت سماوي

      اللون مطبوع في منتصفة قلباً أبيض مكتوب بداخلة كلمات لا تذكرها باللون البنفسجي و إسترتش مطبوع بنفس الشكل و الألوان. ارتدته للمرة الأولى في أول يوم من امتحانات نصف العام.. في نهاية اليوم أعلنت إدارة المدرسة قرار منع ارتداء ملابس غير تلك التي يرتديها الطلاب كل يوم.


      عليكم الالتزام- باليونى فورم- المدرسي"..قالت مديرة المدرسة في المايكروفون. صوتها كان حازماً".


      ربما اتخذت الإدارة قرارها بسبب ملابسها الضيقة. لو علم زملاءها سيبرحونها ضرباً, فالامتحانات كانت دائماً بالنسبة إليهم استعراض للملابس.كم ضاقت بتلك الملابس التي ترتديها كل صباح..قميصاً أبيض و بذلة رمادية. كم تمنت أن تعيش في أمريكا فقط لأنها كانت تشاهد في الأفلام أن الطلاب يذهبون إلى المدرسة دون ذلك –اليونى فورم- اللعين وكأنهم ذاهبون للتنزه.


      وصلت لمقر عملها..تماماً في موعدها. نظرت تلقائياً في المرآة الصغيرة الموجودة دائماً في تبلوه سيارتها. رسمت ابتسامة أعتادتها العيون, ثم نزلت

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى