لم يكن يوم الأربعاء الدامي سكين غرزت في قلوب مشجعي النادي الأهلي وفقط, و لا سبباً جديداً لثورة الثوار المرابطين في ميادين الوطن وإنما جرحاً غائراً في قلوب الشعب المصري. لن يجد هذه المرة غالبية المواطنين والمنتمين لحزب الكنبة- و أنا منهم- مبرراً يطفئ نار ثورتهم ضد المجلس العسكري و الحكومة. لم يتساءلوا لماذا ذهب هؤلاء الصبية لماتش الكورة؟ ولكنهم صرخوا من أعماق نفوسهم ماذا فعلوا ليقتلوا غدراً من أجل ماتش كورة؟ فكل الشباب و الصبيه الذين سافروا للمدينة الباسلة بورسعيد ذهبوا لتشجيع ناديهم و هم يرتدون وشاح الروح الرياضية. كانوا يريدون فقط أن يستمتعوا باللعبة الحلوة, فعادوا لذوبهم جثثً متشحة بالأكفان.
كنت ضمن المواطنين الصامتين الذين صبروا كثيراً على أخطاء المجلس العسكري و تغاضوا عن ممارسات تبدو أحياناً غبية وأحياناً أخرى غير منطقية وغير مسئولة. كنت من ضمن من أرادوا تسليم السلطة بشكل سلمى و تدريجي في الموعد الذي حدده المجلس العسكري حتى يستقر الوطن و يرتاح كل من مات فداءً للثورة.
ماذا سنقول إذاً؟ و كيف لنا أن نصبر بعد مجزرة بورسعيد و قد تخاذل المسئولون عن تأمين ماتش جماهيري كبير رغم وجود سوابق أعمال شغب في ماتشات سابقة ؟ كيف نسكت على عملية قتل جماعي منظم لمواطنين مصريين أبرياء و قد زهقت أرواحهم بدمٍ بارد في حضور ضباط الشرطة وكأنهم يشرفون عليها؟ و أتسائل هل فكر المسئولين عن أمن المباراة أن ربما يكون أحد المتوفين أو المصابين في عمر أبنه؟ لا أظن أننا سنصبرعدة أشهر حتى يتم المراد و لا أعتقد أن هناك من يحتمل وجود المجلس العسكري و حكومته في السلطة بعد الآن.
لقد أساء المجلس العسكري إدارة مصر, صار يقتل شبابها و يترك فلولها. يحدثنا عن المؤامرات و الأيد الخفية التي تعبث بمقادير البلاد و لم يكشفها لنا أبداً. لم يقدم لنا نتائج تحقيقات و اكتفى بإذاعة الخطابات. فكيف ننتظر حتى يسلموا السلطة للرئيس المنتخب بعد شهوراً طويلة و نحن على ثقة أن ضحيا جدد من أبنائنا سيسقطون؟
بأعلى صوت لدى أطالب المجلس العسكري بأن يستمع لصوت ملاين الناس, لنداء الأمهات الثكالى و الآباء المنكوبين, أرجوكم أنصتوا لآهات ألاف الشباب المصابين. بالله عليكم قدموا موعد الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و أسرعوا لإتمامها بنزاهة و شفافية. أنقذوا الوطن من الفتن و المجازر. وتذكروا أن بتسليم السلطة سلمياً ستكتب أسماءكم في صفحات كتب التاريخ بحروف من نور بدلاً من الحبر الأسود.
نُشر هذا المقال بجريدة البديل فى السابع من فبراير 2012
http://tinyurl.com/87s6a89
No comments:
Post a Comment
أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^
قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
نسرين البخشونجى