Pages

21.3.12

قُبلة حياة


تقبل يده بحركة لا إرادية.. كلما سنحت لها الفرصة. لم تفكر يوماً انه هو من عليه أن يقوم بذلك..هي لا تهتم لهذه الأفكار. وحدها المشاعر محركها..الإحساس إيمانها و عقيدتها.



حين قبلت أمها يدها منذ عدة سنوات انتابتها رغبه عارمة في البكاء. كانت مسافرة, قطفت لها أمها فُلة من الحديقة الصغيرة التي زرعتها قبل باب المنزل الحديدي الكبير ببضعة أمتار. شمتها ثم أعطتها لبكريتها, "منى ليكى" قالت لها. ثم أمسكت يدها لتودعها و قبل أن تخرج إلى الشارع, رفعت يدها إلى فمها و قبلتها.



قُبلة لم تستغرق جزء من الثانية صحبتها دفعة مشاعر هائلة تدفقت لقلبها و تسللت برقة لأعماق روحها." عليك فقط أن تفعل ما تحس به فعلاً" هكذا علمتها أمها.



ربما لهذا السبب صارت تقبل يده دون تفكير..دون وعى كلما لمست يده يدها. بالنسبة لها هي قبلة حياة و أمل. قبلة تُشعرها بأن طفلها يكبر كل يوم و أن كفه الصغير صار أكبر, أنتفخ قليلاً و صارت به نغزات مثيرة للقُبل.

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى