Pages

12.11.12

مصر بين الحجب و المنع - موقع حقوق


منذ عدة أيام انتشر خبر منع هيئة الأمر بالمعروف بالمملكة العربية السعودية حفل تدشين ديوان الشاعر السعودي زكي الصدير "شهوة الملائكة" بمدينة الدمام، بسبب تحفظهم على الاسم. كتبت يومها على صفحتي بموقع الفيسبوك أنى أخشى أن يحدث هذا في مصر, لم أكن أتخيل أن ما خفت منه ربما يتحقق قريباً.

فقرار النائب العام بحجب المواقع الإباحية في مصر يثير في نفسي المخاوف. فمن ناحية, لا أعتقد أن فرض الوصاية على الشعب هو الحل لجرائم الاغتصاب والتحرش المنتشرة في الشارع المصري الآن, وإمكانية حجبها بنسبة 100% شبه معدومة, علاوة على انتشار قنوات تليفزيونية إباحية. من ناحية أخرى, فإن هذا القرار المؤجل من 2008 يكبد ميزانية الدولة مبالغ طائلة قدرها خبراء الاتصالات بـ120 مليون جنيه، في وقت حرج بالنسبة للدولة. ربما أراد النائب العام الذي يواجه رغبة عامة من الشعب بعزله من منصبة, إرضاء الإسلاميين .

أخشى أن يكون للقرار بُعد أخر, أن يلحق موقع اليوتيوب الحجب- هناك دعوة قضائية بالفعل لحجبه- ثم الفيسبوك وتويتر، أحد أهم ثلاثة مواقع شاركت في الثورة المصرية. ثم قرارات لحجب مواقع ثقافية يرى البعض أنها تنشر أعمالا غير لائقة أو جرائد إلكترونية معارضة للحزب الحاكم. ثم نعود لعهد سابق تم فيه منع كتب سياسية ومؤلفات أدبية. ربما يكون لدى البعض مخطط لحرمان الشعب المصري من هويته بمنع الرياضة, الفنون و الثقافة عنه, بعدما تم تجريفه من الكوادر السياسية والقيادية طوال ثلاثة عقود.

يتوجب على الآن توجيه رسالة مباشرة للسيد الرئيس, أتمنى أن تصل إليه:

"عزيزي د. مرسى.. الشعب المصري لا يريدك أباً لتربيه, نكتفي بثلاثين عاماً كنا ننعت المخلوع فيها "بابا حسنى" و زوجته "ماما سوزان", لقد كبرنا وقمنا بثورة مذهلة. نريدك رئيساً يراعى الله فينا ومعرفة الله ليست بالصلاة أمام الكاميرات ولا بالخطب العاطفية, وانما نحن جموع الشعب من انتخبك، ومن لم يفعل, نريد أن نلمس إنجازاً و نهضة كنت قد وعدتنا بها. تطوير التعليم هو الحل يا سيادة الرئيس وأنا على ثقة أن هذه الخطوة كفيلة بإعادة مصر لريادتها وقوتها. وسترى أن الجيل الجديد لن يكون في حاجة لاستخدام هذه المواقع من الأساس."


9.11.12

المرأة في .. «غرف حنين»


بقلم: شريف صالح
جريدة النهار الكويتية


تهدي نسرين البخشونجي روايتها الأولى «غرف حنين» إلى زوجها، وثلاث مدرسات تركن أثراً فيها، والرواية نفسها تتناول قصص
 أربع سيدات هن: حنين، كرمة، آمال، زينب، ورجل وحيد هو زاكي.


لا يُخفي العنوان، ولا الإهداء، ولا النص نفسه، هذا الانحياز للمرأة، والنبش في مشاعرها وذكرياتها، وما تتعرض له من صدمات وقهر، قد يدفعها للاختباء والهرب والتنكر لوقائع حياتها. من هنا التقطت البطلة «حنين» فكرة استغلال الإنترنت في الإعلان عن «حرملك» وهو بيت ورثته في الزمالك، ليكون سكناً عابراً للنساء فقط، ومن ثم تم تقسيم فصول الرواية التي لا تزيد عن 75 صفحة إلى اثنتي عشرة غرفة. ليس معنى ذلك أن لكل غرفة امرأة وقصة، وربما دلالة العدد فقط تشير إلى شهور العام. فالنص اكتفى بأربعة نماذج متباينة، واقترب من شجنها الخاص دون أن يوجه اللعنات إلى الرجل بالضرورة.



«اجتماع أشخاص في مكان ما وقضاء الوقت في الحكي» اضطراراً واختياراً، إحدى أقدم حيل السرد منذ أيام «الديكاميرون» لبوكاشيو، تعيد البخشونجي الاشتغال عليها، بلغة بسيطة وسلسلة، دون فذلكة ولا ادعاء.



يقترب السرد بحيميمة من عوالم المرأة، في مقابل عالم «زاكي» المغربي الشاذ، الذي اأصبح صديقاً عبر العالم الافتراضي. وثمة حيل أخرى فنتازية تمثل إطاراً للرواية، حيث يبدو في المفتتح أن البطلة «حنين» أصيبت في حادث سيارة، وترقد بين الموت والحياة، في تلك اللحظة الغائمة والعالقة بين وعيين، تبدأ لعبة «الحرملك» وكأنها التقت نماذج حزينة، صارت في العالم الآخر، أو كأنها تارجع شذرات من حياتها، إلى أن تغلق الرواية مرة أخرى بالمشهد الأول. وكأن النص كله، عبارة عن لحظة واحدة وامضة مرت في ذاكرة البطلة قبل أن يتوقف قلبها عن النبض.
ومن أجواء الرواية نقرأ: «يمر الوقت دون أن تدركه «حنين»، آخر ما يربطها بالحياة قناع على وجهها يوصل لرئتيها الأكسجين، وعدة أسلاك، مثبتة بعناية على باقي جسدها موصلة بالأجهزة الطبية التي تغير صوتها فجأة ليصبح رتيباً».

6.11.12

آثام أدم


ليس إثماً أن أتعرى أمام صمتك كاشفة عن وجودي
و ليس أثماً أن ترى وجه الحياة بعيني حين أقبل قدمك بنشوة الصدق 
الإثم أن تقهر الإنسانية بداخلي لأنني أنثى
والإثم أن أبتلع قرص الرياء في حضرتك

*****
ليس إثماً أن تأخذني إلى دروب قوس قزح
و ليس إثماً أن أرتشف جرعات مكثفة من رحيق وجدك
الإثم أن تزهو بفحولة أفكارك بينما تنعتني بناقصة عقل
و الإثم أن ارتدى قناع البريئة العشيقة تاركة عباءة روحي ورائي
* أستخدمت فى هذا النص تيمة قصيدة "ليس إثماً" رائعة طارق الطيب

18.10.12

لهذا أسلم فيلكس | جريدة البداية


لم يكن انتشار خبر إسلام "فيلكس" صاحب أعظم قفزة في تاريخ البشرية صادماً و لا غريباً بالنسبة لي, حتى حين قرأت القصة- المكتوبة من دون إبداع حقيقي- أن الرجل أسلم بعدما رأى نور الكعبة المشرفة و سمع صوت الأذان أثناء قفزته من الفضاء. أنها نفس القصة التي تداولتها من قبل عدة موقع و منتديات إسلامية عن رجل الفضاء الراحل "نيل أرمسترونج".

إسلام "فينكس" لم يكن أغرب من انتشار نبأ إسلام مؤسس الشيوعية العالمية الألماني "كارل ماركس" منذ فترة قصيرة. بل و سمعت أيضاً -على استحياء من الراوي- عن إسلام طبيب مصري شهير و القصص التي يتداولها الناس في محاولة لإثبات صحة ظنهم.

هذا السلوك –إطلاق الشائعات الدينية- ليس موجود عن المسلمين وفقط, بل موجود أيضاً عند بعض المسيحيين. منذ عدة سنوات انتشرت في المنتديات و المواقع المسيحية, صور مذيعة شهيرة داخل أحد الأديرة بصعيد مصر, قيل أن حفيدها مرض بشدة و احتار الأطباء فيه فنصحها شخص بالذهاب لأحد القساوسة الذي تمكن من علاج الصغير. فتحولت المذيعة و ابنتها فوراً للمسيحية. أذكر أن المذيعة ظلت صامته لفترة ثم خرجت للإعلام لتعلن أن الصور ليست مفبركة و أنها ذهبت بالفعل للدير لكن بصحبة أصدقاءها الأجانب و أنها ليس لديها أحفاد من الأساس لأن أبنتها الوحيدة غير متزوجة.

فكرت في الكم الهائل من القصص الملفقة والفيديوهات التي تبرز المعجزات, في عصر خلى منها. ووجدت أن أصحاب هذا النوع من الشائعات ربما يعانون من قلة الإيمان رغم ادعائهم أو وصفهم بالمتدينين. داخلهم رغبة في إثبات صحة دينهم لأنفسهم قبل إثباتها للآخرين خاصة أتباع الأديان و الملل الأخرى من خلال اختلاق المعجزات. فالمسيحي الحق أمن برسالة السيد المسيح" عليه السلام" دون أن يراه, و لم يشك للحظة  أن أمه البتول مريم. كما أن المسلم الحق مؤمن بالرسول محمد" عليه الصلاة و السلام" دون أن يراه, أمن بالقرآن و بخلق النبي الحسنة و سيرته العطرة. هناك سبب أخر لانتشار القصص و الشائعات, و هو أن هؤلاء يرغبون دائماً في إثبات أن المشاهير و العظماء يؤمنون بدينه كونهم مصدر فخر و إعزاز في زمن شحت فيه النماذج الحسنة و القدوة الحقيقة.

و يبقى المتشكك دائماً في حاجة لإثبات.










3.10.12

أصفر سماوي





ألقت نظرة الوداع الأخيرة ثم أغمضت عينياها. تهاب الصعود. غفت وهي تعانق

حزنها المكتوم. هز ذراعها بخفة وقال:

" أنظري لقد وصلنا. أتفرجي على البلد من أعلى".

بدا لها المشهد خالياً من كل شيء سوى اللون الأصفر. على سلم الطائرة لفحها الهواء الساخن الرطب واستقبلتها عاصفة ترابية.