Pages

9.11.12

المرأة في .. «غرف حنين»


بقلم: شريف صالح
جريدة النهار الكويتية


تهدي نسرين البخشونجي روايتها الأولى «غرف حنين» إلى زوجها، وثلاث مدرسات تركن أثراً فيها، والرواية نفسها تتناول قصص
 أربع سيدات هن: حنين، كرمة، آمال، زينب، ورجل وحيد هو زاكي.


لا يُخفي العنوان، ولا الإهداء، ولا النص نفسه، هذا الانحياز للمرأة، والنبش في مشاعرها وذكرياتها، وما تتعرض له من صدمات وقهر، قد يدفعها للاختباء والهرب والتنكر لوقائع حياتها. من هنا التقطت البطلة «حنين» فكرة استغلال الإنترنت في الإعلان عن «حرملك» وهو بيت ورثته في الزمالك، ليكون سكناً عابراً للنساء فقط، ومن ثم تم تقسيم فصول الرواية التي لا تزيد عن 75 صفحة إلى اثنتي عشرة غرفة. ليس معنى ذلك أن لكل غرفة امرأة وقصة، وربما دلالة العدد فقط تشير إلى شهور العام. فالنص اكتفى بأربعة نماذج متباينة، واقترب من شجنها الخاص دون أن يوجه اللعنات إلى الرجل بالضرورة.



«اجتماع أشخاص في مكان ما وقضاء الوقت في الحكي» اضطراراً واختياراً، إحدى أقدم حيل السرد منذ أيام «الديكاميرون» لبوكاشيو، تعيد البخشونجي الاشتغال عليها، بلغة بسيطة وسلسلة، دون فذلكة ولا ادعاء.



يقترب السرد بحيميمة من عوالم المرأة، في مقابل عالم «زاكي» المغربي الشاذ، الذي اأصبح صديقاً عبر العالم الافتراضي. وثمة حيل أخرى فنتازية تمثل إطاراً للرواية، حيث يبدو في المفتتح أن البطلة «حنين» أصيبت في حادث سيارة، وترقد بين الموت والحياة، في تلك اللحظة الغائمة والعالقة بين وعيين، تبدأ لعبة «الحرملك» وكأنها التقت نماذج حزينة، صارت في العالم الآخر، أو كأنها تارجع شذرات من حياتها، إلى أن تغلق الرواية مرة أخرى بالمشهد الأول. وكأن النص كله، عبارة عن لحظة واحدة وامضة مرت في ذاكرة البطلة قبل أن يتوقف قلبها عن النبض.
ومن أجواء الرواية نقرأ: «يمر الوقت دون أن تدركه «حنين»، آخر ما يربطها بالحياة قناع على وجهها يوصل لرئتيها الأكسجين، وعدة أسلاك، مثبتة بعناية على باقي جسدها موصلة بالأجهزة الطبية التي تغير صوتها فجأة ليصبح رتيباً».

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى