Pages

13.4.10

المدونات تزهر فى القاهرة


تحت عنوان "المدونات تزهر فى القاهرة" نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا من القاهرة عن المدونين المصريين الشباب الذين باتوا يمثلون براعم الجيل الجديد من الكتاب فى مصر، والذين يرعاهم الأديب الكبير علاء الأسوانى ويشبههم بـ"الألف زهرة من الزهور التى تتفتح فى حديقة الأدب المصرى الشاسعة".

تستهل الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى وجود شىء جديد تماما فى طريقه إلى الازدهار فى سوق الكتاب المصرى.. هناك جيل جديد من الكتاب الشبان بدأ يتولى زمام السيطرة، وعلى الرغم من وجود بعض العقول والأقلام الساخطة التى تنتقدهم بانتظام فى الصحف زاعمة "غياب الأسلوب" فى كتاباتهم "واستعانتهم بتراكيب جمل غير جيدة" "ودافع الربح الوحيد" الذى يسيطر على ناشريهم، إلا أن هذا النوع من الغيرة وقصر النظر فى أى مناخ فى العالم غالبا ما يكون مصدر إغراء، وحافزا على العمل للكاتب المحبط.

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أربع سنوات من وفاة صاحب جائزة نوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ، وبعد مرور ثلاثين عاما على أزمة الرواية التى انطلقت فى وقت مبكر من الثمانينات، بدأت الكتب تباع من جديد، كما عاد مرة أخرى الإقبال على المعارض المتخصصة واحتفالات التوقيع فى المكتبات والجامعات فى القاهرة، وانطلقت دعوة الكتاب الجدد للحديث عن أنفسهم فى التلفزيون والصحف المصرية تتكلم عنهم، وانتشرت رفوف الكتب وزوايا القراءة فى عاصمة مصر التى يصل عدد سكانها إلى 80 مليون نسمة، من بينهم 55٪ يعانون من الأمية.

وهو ما يصفه الكاتب حمدى أبو جليل بأنه "أمر لا يصدق، بالنظر إلى التصاعد الحالى للتيار الدينى المحافظ فى مجتمعنا".

وتعرض الصحيفة نموذجين من المدونين الذين أصبحوا يمثلون الجيل الجديد من الكتاب، وهما غادة عبد العال وغادة محمد محمود. تقول الصحيفة عن غادة عبد العال، مؤلفة كتاب "عايزة أتجوز"، أنها قد أصبحت نجمة بالفعل بعدما بيع أكثر من 35 ألف نسخة من كتابها فى مصر، لاسيما وأن أى كتاب كان يصنف فى مصر على أنه من "أكثر الكتب مبيعا" إذا بيع منه فقط خمسة آلاف نسخة.

وتشيد الصحيفة، التى التقت بغادة ووصفتها بأنها تملك جاذبية وأن رأسها الذى يغطيه الحجاب يفكر بشكل جيد، بكتاب "عايزة أتجوز" وتعرض بعض المقاطع منه عن نماذج الرجال التى وردت فى الكتاب والذين وصفتهم بأنهم "يثيرون الضحك والشفقة فى آن واحد".

وتذكر الصحيفة أن الستة أشهر المقبلة ستشهد صدور ترجمة كتاب غادة عبد العال إلى اللغات الإيطالية والألمانية والهولندية والإنجليزية.. كما أنها قامت بصياغة ثلاثين حلقة تليفزيونية مقتبسة من كتابها لتقديمها فى شهر رمضان المقبل فى مسلسل من بطولة النجمة هند صبرى، والتى تشير الصحيفة بالمناسبة أنها لعبت دورا من أجمل الأدوار النسائية فى فيلم "عمارة يعقوبيان" المستندة على رواية علاء الأسوانى، والذى تقول عنه غادة "إنه قد فتح لنا أبواب الناشرين بفضل نجاحاته وذهنه المتفتح".

أما غادة محمد محمود، وهى مدونة أخرى أصبحت كاتبة، فهى لا تزال تتذكر البريد الإلكترونى الذى وصلها فى 2008 من "الشروق"، وتروى "للوموند" كيف "كادت تسقط من على مقعدها بعد قراءته، فقد كانت تكتب مدونتها الصغيرة، وكان لديها بطبيعة الحال عدد من القراء، ولكن فجأة أثنى عليها أحد المتخصصين وعرض عليها المال لنشر مدونتها".. وقد باعت بالفعل غادة ما يقرب من 10 آلاف نسخة من كتابها فى 18 شهرا، وهو ما يعد، كما تقول الصحيفة، رقما قياسيا فى مصر بالنسبة للرواية تتناول الحياة اليومية لفتاة تبلغ 24 عاما وما تتعرض له من من آمال وخيبات أمل.

وكما يقول الأسوانى الذى يمنح كل هؤلاء الزهور "الاحترام والاستماع والتشجيع" أن "الأدب العظيم يكون ثمرة الحياة اليومية فى كثير من الأحيان".

وتشير الصحيفة إلى أن الأسوانى، بين عمله الشخصى والتزاماته السياسية (فهو على حد قول الصحيفة واحد من أنشط أعضاء الدائرة المحيطة بالدكتور محمد البرادعى، المرشح الشعبى المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة)، يخصص ليلة أسبوعية لهؤلاء البراعم من الكتاب، وأن آخر اكتشاف له هى نسرين البخشونجى ومجموعتها القصصية "بعد إجبارى"، نشرتها على حسابها الخاص فى طبعة كاملة من 1000 نسخة, و يقول الأسوانى الأب الروحى الأدبى عنها إنها تملك "موهبة كبيرة سوف تحدث ضجة".

وتختتم الصحيفة تقريرها بتعليق علاء الأسوانى مبتسما على العبارة المعروفة بأن "الكتب تؤلف فى القاهرة، وتنشر فى بيروت وتقرأ فى بغداد"، قائلا: "لم يعد هذا الأمر حقيقيا، فقد أصبحنا نقوم بكل هذا هنا...".

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى