Pages

19.4.10

إنشطارها الأول


نصفها الأول. صوتها المنخفض..رقة كلامها معهُ, تعاطفها الزائد عن حدود المنطق. عندما يتملكها ملاك الحنان يكاد يُجزم الجميع بأمومتها لهُ, و حين يتملكها شيطان الرغبة جسدها المسجى على سريرها البارد.. تتحول إلى عشيقه.
لا أريد أن أتركك..ساعدنى, كلمات ترددها بين الحين و الأخر و ملامح وجهها مكسوة بالبراءة.عيناها المملؤة بدموع العشق و فرط المحبة.
نصفها الثانى. صوتها يرتفع قليلاً عن المعتاد..كلامها الحاد, نيران غضبها الذى يشتعل فجأة دون سابق إنذار. رغبتها عارمة فى التخلص من تلك الحياة التى تعيشها معهُ بعد أن كفرت بحبها لهُ و أعتبرتهُ لعنه. تريد أن تلزو بنفسها من إفتقار الشعور الأمان معهُ, خوفها المتأصل داخل حنايا روحها المجروحة.
لم يكلف نفسهُ يوم عناء سؤالها عن سر تلك الكلمات المبهمه التى تتمتم لهُ بها أحياناً بينما يكسو ملامح وجهها لون الفشل, عيناها المملؤة بدموع الإفتراق.
بنصفها الأول, تنظر إليه.. تتفحص ملامحهُ كأنها تحفظها عن ظهر قلب. حين يحضنها.. تحضنهُ بكل ما فيها, فربما تكون تلك أخر جرعات حنانهُ قبل اجتياح الطوفان. حين تمسك يدهُ..تطيل فى مسكتها فربما تكون آخر لمساتهُ قبل الإعصار. كل شىء يحدث بينهما بدأ يأخذ منحناً آخر لديها..فربما يكون الأخير قبل الإفتراق.
بنصفها الثانى, تفكر بتمعن فى حياتها بعدهُ..كيف ستعيشها. حلم الحريه التى كانت تنعم بها قبلهُ يداعبها من حين لأخر.. تردد ريد أن أكون أنا.
تفكر فى أثاث بيتهما الذى سيكون من نصيبها, أين ستضعهُ يا ترى؟ تفكر فى أنياب الرجال التى ستحاول كثيراً الفتك بها, كيف ستتصرف؟
بنصفها الأول, تضع عطر كانت قد أستخدمتهُ يوم زفافها, , تسمع موسيقى تم عزفها لحظة تقطيع التورته. تسألهُ عن ذكرى تلك الرائحة فلا فيعرف لها مناسبة, تسألهُ عن تلك المقطوعة الموسيقية فيجهلها..تسألهُ عن المكان الذى ألتقيا فيه للمرة الأولى بعد الإرتباط فتكتشف أنهُ قد نسى أو تناسى كل ذكرى لهما معاً. ثم يضيف مكملاً حديثه الممل لا أريد أن أشغل ذهنى بتواريخ و أشياء ليس لها أهمية.
ضحكت و الدموع على خديها..صمتت.
تعيش معهُ بوجهين, بروحين, بقلبين, بإحساسين متناقضين. تعيش حياتها مشطورة إلى نصفين.

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى