Pages

8.1.12

نسرين البخشونجي: أدقّ ناقوس الخطر.. ولا أكتب أدباً نسائياً

الرواية والدخول في مناطق محظورة
حوار: ياسمين مجدي
جريدة تاتوو الثقافية

عدد من القصاصين يخوضون الآن تجربة كتابة الرواية..ربما لأن الحكي يورطهم في استخدام أنواع فنية أخرى. فيكتبون أحياناً رواياتهم بطريقة القصة القصيرة المكثفة مثل نسرين البخشونجي، أو يكتبون الرواية الطويلة المغايرة تمامًا للقصة القصيرة مثل محمد سامي البوهي..
وفي الحالتين يخوضان في مناطق محظورة بالرواية
.
"غرف حنين" هي الرواية الأولى الصادرة هذا العام للكاتبة المصرية نسرين البخشونجي، بعد مجموعتها القصصية "بُعد إجباري"(2009). وتعِد نسرين حاليًا ماجيستير، بقسم علم الاجتماع وعلم الإنسان، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما تعمل محررة صحفية. تدور الرواية حول حنين البطلة التي تحاول الهرب من وحدتها، فتحوِّل بيتها إلى "حرملك"، أي أنها تؤجر غرف الفيلا للنساء فقط، وتعلن عن ذلك على الفيس بوك ومواقع الإنترنت المختلفة. ونتعرض معها لقصص الساكنات الجدد.
تقول نسرين في الرواية "إن حياتنا الفانية لا يوجد فيها شيء أبدي"، فهل كان الحنين لكل شيء مفقود هو ما دفعها للكتابة. تجيب عن ذلك نسرين البخشونجي، قائلة: نعم، ربما يكون الحنين هو ما دفعني لكتابة هذه الرواية. في الحقيقة أفكر دائمًا أننا كبشر لم نولد لنمر في الحياة مرور الكرام، وإنما لإنجاز دوراً، وبالنسبة لي فأنا لا أعرف مهنة سوى الكتابة، لذلك أسعى بكل قوتي لأصنع لي بصمة في الحياة حتى وإن كانت صغيرة لأقول "أني كنت يومًا هنا".
وما الغواية التي تدفع القاص لكتابة رواية؟

أجمل ما في كتابة الرواية السرد والتفاصيل، فالقصة القصيرة موضوعها دائمًا مشهد ولحظة وسر قوتها في المفردات التي توضع تمامًا في مكانها دون زيادة أو نقصان. أما الرواية فمساحتها أوسع وشخصياتها أكثر وهو ما يسمح للكاتب بالغوص في أغوار الشخصية وتناول موضوعات ربما تكون غير متصلة ومن ثمّ فإن قدرة الكاتب وموهبته تكمن في صياغة الحبكة الدرامية وصنع علاقات منطقية بين الشخصيات.

الطفلة حاضرة في نصوصك.. ما هو شكل تلك العلاقة الدائمة بين الكاتب وطفولته؟
بالنسبة لي، الطفولة هي مرحلة الانطلاق الحقيقي والحرية اللانهائية والحلم. حين نكون أطفالاً لا يدر بخلدنا أن الكبار يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة. في المقابل ينتظر الطفل سطوع شمس كل يوم جديد لأنه يريد أن يكبر، أن يحقق أحلامه. ولا أنكر حنيني
لطفولتي، لأيام الدراسة، والأصدقاء، ولتلك العلاقة المميزة بيني وبين من علموني.

كتابة رواية عن النساء.. ماذا يمكنها أن تقدم عن العالم.. خاصة وأنكِ تهدين مجموعتك الأولى لبنات حواء؟
تقدم الكثير، النساء بصرف النظر عن كونهن نصف المجتمع لهن رؤية خاصة لما يدور حولهن في المجتمع، وروايتي (غرف حنين) لا يمكن أن تصنف كأدب نسائي بقدر ما هي رواية اجتماعية أدق فيها ناقوس الخطر لما يحدث حولنا من تغيير اجتماعى سلبي. على سيبل المثال - رغم وجود موجة غير مسبوقة من الثقافة متمثلة في الكم الهائل من الكتب التي تصدر يوميًا بالإضافة إلى انتشار المكتبات التي باتت تفتح فروعًا لها- هناك موجة تدين مظهري بسبب تبني البعض أفكارًا جاهلة ضد التنوير باسم الدين. وقد أهديت مجموعتى الأولى لبنات حواء لأنهن يواجهن بعض الأفكار البالية في المجتمع، خاصة وأن أغلب تلك الأفكار يرفضها الدين أصلاً، بدليل نظرة المجتمع للمطلقات.

ما ردك على من يفهمون تصديك للمرأة المنقبة في الرواية على أنها إدانة للمرأة الملتزمة في زيها؟
أقرب إنسانة إلى قلبي وأعتبرها أماً ثانية لي اسمها ماجدة، وهي سيدة منتقبة أتباهى بكونها مستنيرة. كما أن بطلة الرواية قررت ارتداء الحجاب في النهاية. أنا لا أهاجم النقاب كزي، وأنما أحارب الفكر الأحادي، فأنا ضد الذين يقيِّمون درجة تدين الآخرين بحسب زيهم، فالمنتقبة أعلى في درجة التدين من التي ترتدي الخمار مثلاً، وهكذا حتى نصل لغير المحجبة التي صارت من وجهة نظر بعضهم امرأة سيئة السمعة، و تناسوا أن هناك داعرات يستترن خلف النقاب والحجاب، وتناسوا أيضًا حكمة الله في الاختلاف رغم أنها مذكورة في القرآن، ألا يعتبر هذا شيزوفرنيا؟

عبر تعرضك لقصة زاكي المغربي الشاذ.. هل قصدتِ الدفاع عن المثليين؟
لم أقل أبدًا أني أدافع عن الشواذ او حتى أني ضدهم. لقد كانت لديَّ رغبة شديدة في معرفة مشاعرهم حتى أنني تحدثت كثيرًا مع معالجة نفسية تعقد جلسات نفسية للشواذ، وقرأت نصوصاً أدبية كتبها مثليون، وأعتقد أني أقتربت كثيرًا منهم دون حتى أن أعرف شخصًا بهذه المواصفات في الحقيقة. ولأن بعضهم خلقوا بهذا المرض من دون ذنب بسبب بعض الخلل الفسيولوجي، بالتالي علينا أن نساعدهم، بدليل أنني جعلت زاكي يتعافى في نهاية الرواية بذهابه للعلاج في إحدى المصحات.

http://www.tatoopaper.com/news.php?action=view&id=707


2 comments:

  1. ربنا يوفقك أفكارك متزنة واتمنى أن احظى بقراءة روايتك عن قريب
    نهلة فراج

    ReplyDelete
  2. سعيد جداً للتعرف عليك من خلال كتاباتك
    رائع جداً
    برافو

    ReplyDelete

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى