Pages

27.12.12

نضال زائف- مجلة الدانة القطرية


تغريدة مثيرة للريبة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للشيخ السلفي وجدى غنيم- الذي أختلف معه جملة و تفصيلاً- دفعتني للبحث بكل الطرق عن مدى صحتها, اكتشفت أنها من حساب مزيف على موقع تويتر. تذكرت على الفور الصور التي تناقلها البعض قبيل الانتخابات الرئاسية لسلمى ابنة المرشح الرئاسي حمدين الصباحي. نفس الأسلوب و الفاعل بالطبع ليس واحدا.

النضال الإلكتروني الذي أنتشر قبل الربيع العربي على مواقع الإنترنت أثبت جدارة و قدرة هائلة على التنظيم. لكنه و للعجب تحول عند البعض لحرب قذرة من خلال نشر مقولات غير حقيقية على لسان المشاهير من التيارات المختلفة.

من جهة, يسعى عدد من المنتسبين للتيارات الليبرالية تداول "تغريدات" مزيفة لرجال الدين لإثبات أن الإسلاميين يعانون هوس جنسي و ديني. و أنهم غير قادرين على مواكبة العصر الحديث فكرياً و ثقافياً. ومن جهة أخرى, يتداول بنفس المنطق بعض المستخدمين الإسلاميين صور و تصريحات منسوبة للشخصيات عامة من أجل إثبات جموحهم و بعدهم عن الدين و الأخلاق. لاحظت أن معظم من ينشروا هذه المواد لا يلتفتون للتعليقات التي تنبههم لخطورة هذه الأفعال على المجتمع بل ويعتبرون هذه التعليقات غير موجودة من الأساس أو ينسبونها للجان الإلكترونية.

لماذا لا يفكر هؤلاء في أن يمضوا دقائق في البحث و التحري قبل نشر صور مصحوبة بتعليق يثير الغضب أو الضحك على نطاق واسع؟  فسوء النية ساهم بقدر كبير في خلق عداوة مزيفة بين التيارات الفكرية و السياسية المختلفة. أى نضال هذا المبنى على الكذب و التدليس, و أي معارضة تلك المبنية على التشويه,  أنه أسلوب يفتقر إلى مبادئ الديمقراطية و العدل.

الحياة تتسع لكل الأفكار والأفعال فقد لو نحينا الزيف من حياتنا.

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى