Pages

16.5.13

بين التجرد و التمرد أمور متشابهات- جريدة المواطن

 صار عادياً ان تفكر كل ليلة قبل النوم في الجديد الذى ستقرأه في صحف الصباح بينما تشرب فنجان قهوتك المرة. "تمرد" حملة جديدة لجمع توقيعات سحب الثقة من د. محمد مرسى و من ثم تعقد انتخابات رئاسية مبكرة. ثم يبدأ يومك الجديد ب"تجرد" الحملة التي أعدت لمواجهة الحملة السابقة و الموقعين هم المؤيدين لاستمرار حكم د. مرسى.

ستجد نفسك حائراً بين "التمرد" و "التجرد" لأن بينهما أمور متشابهات.

فأنت ضد الإخوان, تكره ممارساتهم و سياساتهم . لكنك تعلم في قرارة نفسك أن لا يوجد بين رجال المعارضة بجبهاتها و أحزابها من يستحق أن يكون رئيساً لمصر. ربما سبق و أن أمنت يوماً بأحدهم و أعطيته صوتك في الانتخابات الرئيسة, و مكثت ليلة فرز الأصوات بعيون جاحظة أمام شاشة حاسوبك تلعن حاجة الناس التي أرغمتهم على بيع أصواتهم لمرشح ينتمى "للفلول" وأخر من جماعة أعلنت أنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية فإذا بهم يدفعون بأثنين و يقال أن الثالث كان موجوداً لتفتيت الأصوات. لكن الرجال مواقف و الحياة وجهة نظر, و ها قد كشفت لك الأيام أن مرشحك شخص مدعى أفاق, ذائب في هوى الكرسي, لا شغفاً بمصر.

هل ستتجرد من أفكارك السابقة و تستبقى الرئيس الحالي لأنه أول رئيس مدنى منتخب, أو لأنه أول رئيس حافظ القرآن, الرجل الذى يعشق فن الخطابة و لا يعرف غير أسلوب المراوغة في الرد على الأسئلة. و أن عليك كفرد من جموع الشعب الذى ثار مطالبا بالديمقراطية الالتزام بممارستها في إطارها السليم فلا يحق لك التفكير في سحب الثقة قبل أن يتم مدته.
لكن الحيرة ستستبد بك حين تقرأ أن مؤسسي حركة "تمرد" أعطوا أصواتهم لمرشح الإخوان كي لا يفوز مرشح النظام السابق. أي أنهم من فئة "عاصري الليمون" الذين ضللوك وصوروا لك أن المعارضة في حالة فوز د. مرسى ستكون أقوى بحيث تفرض رأى الشعب على السلطة. فإذا بهم يستخدمون "الكارت" الأخير في المعارضة بعد عشرة أشهر فقط من تولى د. مرسى الحكم.

ستبتسم و أنت تقرأ عن أصحاب حركة " تجرد" لأنهم يستخدمون ذات الأسلوب دون تجديد أو تطوير, تماماً مثل "الحزب الوطني" الذى غير شعاره ل"فكر جديد" و استمر على نفس النهج. فالمنتمين لتيار الإسلام السياسي تجمد فكرهم عند نظرية "العدد" المؤيد للرئيس ربما "يتخشى" منهم " الثوار المتمردون". ستضحك من قلبك حين تلمع في ذهنك معلومة درستها و أنت في "الحضانة" أن المظاهرات و الحركات مخصصة للثوار و ليس العكس.

ربما ستمكث كثيراً و أنت تنتظر ظهور "مهدى" مصر ليخلصها من ورطتها و ينتشلها من كبوتها. و قبل أن تخرج من دوامة حيرتك ستتذكر كلمات قالها صديقك المولع بالكوميديا السوداء "كتلوج الثورة ضاع".

No comments:

Post a Comment

أرحب بجميع الآراء و الملاحظات على مدونتي ^_^

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

نسرين البخشونجى